ترك برس

انطلقت في مدنية في إسطنبول مؤخراً مبادرة مشروع "قيد التسجيل"، الذي تقوم فيه مجموعات عديدة مثل الأكاديميين ورسامي الكاريكاتير والمقيمين الفنيين والمحامين وفرق ممن درسوا خرائط فلسطين وتحققوا من مراكز التضليل وما إلى ذلك، "بتسجيل" المجازر التي يرتكبها الإسرائيليون في فلسطين بفنّهم أو خبراتهم الخاصة.

وحضر الحدث الذي بدأ في مكتبة رامي، باستضافة رئيس بلدية إيسنلر محمد توفيق كوكجو، وزير العدل يلماز تونج. وتساهم في البرنامج وكالة الأناضول واتحاد بلديات مرمرة واتحاد الحقوقيين في تركيا والعديد من المشاركين الآخرين. وفق معلومات نشرها الصحفي التركي إحسان أقطاش، في مقال بصحيفة ديلي صباح.

قال أقطاش إن رسام الكاريكاتير حسن كاجان، يعمل كممثل لمكتب الرسوم المتحركة، في حين أن أمين البرنامج الرسام أوغور بولات، يدعم المشروع بقطعة فنية ذات أهمية كبيرة. ومن المعترف به على نطاق واسع أن عمل بيكاسو الشهير "غيرنيكا"، الذي يصور قصف مدينة غيرنيكا في إسبانيا من قبل قاذفات القنابل الألمانية النازية، يمثل لوحة احتجاجية قوية في سجلات تاريخ الفن.

وسيقوم أوغور بولات بإعادة إنشاء لوحة بيكاسو، مع عناصر توثق جميع المذابح والفظائع التي ارتكبتها إسرائيل ضد فلسطين. وستبدو اللوحة ظاهرياً مثل لوحة بيكاسو غيرنيكا، ولكن إذا ما تعمقنا أكثر، سنرى تجسيد كافة ممارسات إسرائيل غير القانونية من عام 1948 إلى عام 2023.

وبالإضافة إلى العديد من الفعاليات التي أقيمت في مكتبة رامي ضمن إطار المشروع، شارك في البرنامج رسام الكاريكاتير الفلسطيني المشهور عالمياً الدكتور علاء اللقطة الذي التقى برسامي الكاريكاتير في تركيا وتبرع ببعض أعماله لنشرها في برنامج "قيد التسجيل".

وأوضح الدكتور اللقطة أن فن الكاريكاتير ليس له لغة أو عرق أو لون أو ثقافة، وأنه فن يتحدث للجميع، ويعطي رسالة للجميع، ويمكن أن يصل إلى الجميع. ومن ناحية أخرى، عندما سُئل عن التهديدات التي يتلقاها بين الحين والآخر من إسرائيل أثناء إقامته في فلسطين، كان جوابه لافتاً: "كل فلسطيني يعرف أنه في يوم من الأيام سيستشهد، لكنه لا يعرف على وجه الدقة الزمان أو المكان، لذلك لا نهتم كثيراً بمثل هذه التهديدات".

وأعرب عن رغبةٍ صادقةٍ للتعاون مع الفنانين في جميع أنحاء العالم قائلاً: "دعونا نتعاون، دعونا نسعى لتأمين حرية المسجد الأقصى، ونتحد مع الفنانين في جميع أنحاء العالم لرسم صورة لوجه حنظلة المسالم، في مواجهة العالم". في إشارة إلى شخصية الطفل ذو العشرة أعوام "حنظلة" الكاريكاتورية، التي ترمز للقضية الفلسطينية.

ويقول أقطاش: "الواقع أن مشروع "قيد التسجيل" يتجاوز كونه احتجاجاً قصيراً. إنه مبادرة تستغرق شهراً لتوثيق معلومات شاملة. وسيتم أرشفة جميع البيانات المجمعة في بوابة محفوظة على المدى الطويل وذلك لهدف واضح هو أنه عندما يسود القضاء وتتمكن آلية العدالة ويحين الوقت لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل، على غرار ملاحقة النازيين على مستوى العالم، سيتم تعقب هؤلاء الجناة وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب، وسيكون ذلك الحدث بمثابة شهادة على كرامة الإنسانية".

ويضيف: "اليوم يعتبر الإسرائيليون أنفسهم أقوياء مثل الآلهة اليونانية. ولكن إذا نظرنا إلى التردد السائد في الولايات المتحدة، فإن إسرائيل لن تكون قادرة على هزيمة حماس في هذه العملية. وهي في غضبها ضد حماس، تتصرف كمافيا غير خاضعة للسيطرة وكمنظمة إرهابية، وتقصف على مدار الساعة المباني المدنية والمستشفيات وتقتل الناس وحتى الأطفال، في محاولة للانتقام. ومن المعروف أن الدول تعمل ضمن أطرٍ قانونية، في حين تعمل المنظمات الإرهابية والعصابات الإجرامية على خلق جوٍ من الفوضى".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!