ترك برس

رأى مدير مركز دراسة تركيا الجديدة، الخبير الروسي يوري مواشيف، أن الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأسلوب الضغط الذي تمارسه على تركيا.

وقال مواشيف في مقال بصحيفة "إزفيستيا" إنه من الواضح أن عملية انضمام السويد إلى كتلة الناتو العسكرية والسياسية ما زالت في حالة من عدم اليقين، ويبدو أن المحادثات الهاتفية المتكررة بين جو بايدن ورجب طيب أردوغان لا تجلب الوضوح.

وأوضح الخبير الروسي أن الرئيس أردوغان، يدرك من خلال مفاوضاته مع بايدن، أن نية الحصول على وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بعضوية الناتو. حسبما نقلت وكالة "RT".

ولفت إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي تقريبًا هم أيضًا جزء من كتلة شمال الأطلسي. وفي الوقت نفسه، لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة هي اللاعب الأهم في الحلف.

ويترتب على ذلك أن أميركا تملي قواعد اللعبة من جانب واحد، وتعمل على توسيع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بما يناسبها.

وبحسب الكاتب، تقف تركيا الحديثة "بثبات على قدميها بالقدر الكافي لمتابعة السير في نهج مستقل عن الغرب، من دون خوف على مستقبلها في حلف شمال الأطلسي".

وأردف مواشيف: "تظهر نتائج العام 2023، بوضوح، أن الولايات المتحدة هي التي تحتاج إلى تركيا اليوم. لقد تفاقمت الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة والدول الرئيسية في المنطقة – المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والأردن وغيرها – على خلفية أزمة الشرق الأوسط.

وإلى ذلك، فقد اتفقت أنقرة في الصيف مع منافستها الرياض، على توريد الطائرات المسيرة، على الرغم من أن الأتراك لا يبيعون طائراتهم لكل شريك ودولة.

في الواقع، لوحظت اتجاهات جذب مركزية في الشرق، بمشاركة تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران، وبلا شك، مع دور نشط للصين.

في ظل هذه الظروف، أصبحت محاولات البيت الأبيض اللجوء إلى لغة التهديد والإنذارات أقل فاعلية. الولايات المتحدة تضيّع سياق العمليات الجارية في آسيا وإفريقيا".

وفي وقت سابق قالت صحيفة "حرييت" التركية إن واشنطن تنتظر تصديق البرلمان التركي على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف "الناتو"، قبل تنفيذ صفقة طائرات "إف-16" مع أنقرة.

وبحسب الصحيفة، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض: "نأمل أن يوافق البرلمان التركي قريبا على طلب السويد للانضمام إلى حلف "الناتو"، مشددا على أن هذا يظل الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية.

وأضافت الصحيفة أن أحد الخيارات، هو أن تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بإخطار الكونغرس في نفس اليوم الذي يصدق فيه البرلمان التركي على انضمام السويد إلى "الناتو"، ليتخذ قراره في غضون 30 يوما.

واعتمد مجلس النواب الأمريكي في يوليو 2022 تعديلا لميزانية الدفاع يحظر على الإدارة الأمريكية بيع مقاتلات جديدة "إف 16" ومكونات لتحديثها إلى تركيا طالما تنتهك المجال الجوي اليوناني.

وفي السابق، تم استبعاد تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 بسبب شراء أنقرة أنظمة الصواريخ الروسية S-400.

كما وافقت السويد باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي في المفاوضات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على المساعدة في تكثيف عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مقابل التصديق على الطلب عضوية "الناتو".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!