ترك برس

أشار مقال تحليلي للكاتب والخبير التركي سلجوك تورك يلماز، إلى مشاركة جنود من الدول الغربية إلى جانب القوات الإسرائيلية في الحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وقال تورك يلماز إنه بعدَ السابع من أكتوبر شهدتْ الآراء تحوّلًا جذريًا حول القوة العسكرية والقدرات القتالية لحماس، أو بمعنى أدق للسلطة الفلسطينية في غزة. وكان أول من لاحظ هذا التغيير هو إسرائيل. فلم يكن يُعتقد أن حماس تمتلك القوة والشجاعة للقيام بعمليات إنزال في إسرائيل.

وأوضح في مقاله بصحيفة يني شفق أن السيناريوهات المتوقعة كانت تُشير إلى قيام إسرائيل ـ كعادتهاـ بقصف غزة بشكل عنيف من الجو، تليها ردود من حماس، ثم إدراج كل ذلك ضمن سياق "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

ويرى الكاتب أنه لم يكن صعبًا تحويل الأحداث المتكررة إلى مجرد حلقات مفرغة من النقاش وسط غموض السبب والنتيجة، بعيدًا عن السياق الحقيقي. ولكن مع قيام الجناح العسكري لحماس بشن هجوم إنزال على إسرائيل، تحطمت جميع القوالب النمطية السائدة.

وأضاف: تُعدّ عمليات الولايات المتحدة بعد السابع من أكتوبر مؤشرًا هامًا على كسر القوالب النمطية، مما يتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم الأحداث الجديدة. لذلك طرحنا في مقالنا السابق سؤالًا هامًا: "كم عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الأمريكي في غزة؟" وعلى مدار سنوات، قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مع العديد من الدول الأوروبية، بتزويد إسرائيل بالأسلحة، لكن لم تكن هناك معلومات كافية عن وجود جيوش هذه الدول على الأرض. خصوصًا أنه لم يُسمح بأي تسريب يتعلق بالدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. لأن كشف تورط هاتين الدولتين مع إسرائيل في الهجمات ضد الفلسطينيين سيؤدي إلى تفكيك الأعمدة الرئيسية للهوية اليهودية الحالية وانهيار الصورة المبنية بعناية عن إسرائيل. من هذا المنطلق، من الضروري الخروج عن الأنماط القديمة عند تقييم التطورات التي أعقبت عملية الإنزال التي قامت بها حماس في إسرائيل.

ويمكن القول - وفق تورك يلماز - إن الولايات المتحدة تصرفت بحذر شديد بعد السابع من أكتوبر لمنع انهيار الأسس الرئيسية للهوية اليهودية وتغيير الصورة النمطية لإسرائيل. وقد انعكس هذا الحذر في تصريحات المتحدثين باسم الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، في تصريح جون كيربي في 17 أكتوبر، قال: "لا توجد لدينا خطط أو نوايا لنشر قوات أمريكية في الصراع الإسرائيلي". حيث تعكس هذه العبارة الحساسية التي نحاول التعبير عنها. لكن عملية الإنزال التي قام بها الجناح العسكري لحماس في إسرائيل أظهرت أن هذه الحساسية لا يمكن أن تستمر.

ووفقا للكاتب، تُسلط الفقرة التالية من مقال كين كليبنشتاين على موقع "إنترسبت" الضوء على الوضع الجديد:

"بعد يومين من تصريحات كيربي، نشر البيت الأبيض عن طريق الخطأ صورة للرئيس جو بايدن وهو يقف مع أعضاء من وحدات العمليات الخاصة الأمريكية في إسرائيل، ثم قام بحذف الصورة على الفور. وفي أواخر أكتوبر، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أفرادًا من القوات الخاصة الأمريكية كانوا متواجدين في إسرائيل للمساعدة في عمليات إنقاذ الرهائن".

يشير مقال نشر في مجلة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" إلى أن الولايات المتحدة "تتصرف بشفافية تامة فيما يتعلق بأعمالها خارج إسرائيل بينما تحتفظ بسرية قضيتين أكثر حساسية. ويتم طرح هذه المواضيع على شكل أسئلة: ما الذي تفعله القوات الخاصة الأمريكية بالضبط في إسرائيل؟ وما هي الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة حاليًا لجيش الدفاع الإسرائيلي؟

وتُثير الفقرة التالية من المقالة اهتمامًا كبيرًا حيث جاء فيها: " صرح مسؤولون آخرون لصحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع الأمريكية "أرسلت عشرات الكوماندوز في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى فريق صغير كان يُجري تدريبًا مُخططًا مسبقًا في إسرائيل في 7 أكتوبر".

ووفقًا لصحيفة تايمز، أرسلت دول غربية أخرى أيضًا قوات عمليات خاصة "بالقرب من إسرائيل" للمساعدة في إنقاذ الرهائن وعمليات إجلاء المدنيين المحتملة". ويوضح المقال سبب السرية على النحو التالي: "إذا بدأ الناس في الشرق الأوسط يعتقدون أن القوات الأمريكية تُشارك بشكل مباشر في الصراعات، فقد يكون لذلك عواقب وخيمة على تصورهم للأعمال الأمريكية في المنطقة".

وتابع تورك يلماز: يمكننا استنتاج أن غموض بعض العبارات في النص، مثل "قوات العمليات الخاصة بالقرب من إسرائيل"، يخفي واقعًا أكثر تعقيدًا. يرجع ذلك إلى أن هذا يتطلب التركيز على مجال مُعرَّض لسوء الاستخدام مثل الجنسية المزدوجة. وتزداد الشكوك حول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الأمريكيين أو البريطانيين أو الأوربيين. فعدم رغبة الجنود الإسرائيليين بالقتال يشير إلى مدى أهمية "القناصين المحترفين" بالنسبة لإسرائيل.

ومن المؤكد أن إثبات وجود مثل هؤلاء القتلة الماجورين ليس بالأمر السهل، لكن من المعروف أنهم ظهروا في كل مكان منذ حرب البوسنة. ومن ظهورهم في كل مكان، يمكننا استنتاج أنهم قد تحولوا إلى تنظيم ذا هيكل محدد ومُنظّم. لكن أهم ما في الأمر هو مسألة الجنسية المزدوجة. فكم دولة تشارك في الإبادة الجماعية في فلسطين تحت هذه الهوية؟ هذا هو أحد الأسئلة الرئيسية التي يجب طرحها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!