غونغور منغي – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك العديد من المشاكل التي تنتظر عملية السلام والمصالحة الوطنية، لكن أكثر شيء يضيع الوقت الآن على عملية السلام هو مسألة تشكيل الحكومة، ولا بد لنا في البداية أنْ ندرس ونحلل تصرف حزب الحركة القومية في انتخابات رئاسة البرلمان، فأعضاء الحزب قرروا الإدلاء بأصوات باطلة حتى لا يسيروا إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد.

علينا تحليل المشهد الذي يبنيه حزب الحركة القومية بصورة صحيحة، فهو غير قلق ولا يبدي أي اهتمام حيال خطورة بقاء الدولة "بدون حكومة في هذه المرحلة الحساسة"، وفي المقابل فإنّ حزب العدالة والتنمية وعلى لسان رئيس مستشاريه حسين تشليك أوضح أنّ الحزب "غارق في مستنقع تشكيل حكومة ائتلافية".  

غلق الأبواب

أما حزب الشعب الجمهوري فهو يرى أنّه "إذا كنا سنشكل حكومة ائتلافية لمدة زمنية قصيرة، فلا حاجة لنا بها ولا داعي لتشكيلها"، ومع ذلك فإنّ الحزب لم يغلق جميع الأبواب أمام الحلول الممكنة. أما حزب الشعوب الديمقراطي فإنه أعرب عن استعداده "لدعم حكومة ائتلافية".

وبالنسبة لرئيس الجمهورية اردوغان فقد أعرب عن أنّ "تشكيل حكومة أقلية هو أمرٌ خاطئ"، وبرغم دعوته للانتخابات المبكرة، إلا أنّ حسين تشليك أوضح أنهم سيوجهون "النداء الأخير" لتشكيل حكومة ائتلافية بدلا من التوجه مبكرا إلى صناديق الاقتراع.

ويبقى حزب الحركة القومية هو الذي لا يريد حل الوضع القائم، ويسعى إلى الذهاب مباشرة لانتخابات مبكرة، لكن ربما لا تكون النتيجة كما يريد ويتمنى حزب الحركة القومية، والسياسة العاقلة هي التي تدرس كل الاحتمالات وتضع مصلحة الدولة فوق أي اعتبار.

"هل أجريت الانتخابات؟"

أعرب نائب رئيس الوزراء بولنت أرنتش عن استغرابه الشديد عن عدم تشكيل الحكومة حتى الآن عندما قال :"انا مستغرب، هل اجريت الانتخابات في تركيا فعليا؟ رئيس الوزراء والوزراء ما زالوا في نفس أماكنهم وعلى رأس عملهم".

يجب أنْ يكون هذا التصريح بمثابة تحذير مباشر للأحزاب الأخرى غير حزب العدالة والتنمية، فلو أنّ الشعب أراد للعدالة والتنمية أنْ يشكل الحكومة لوحده ويبقى في سدة الحُكم لانتخبه بأغلبية تمكنه من ذلك، لكن الناخب لم يختر ذلك، فالنتائج واضحة، وعلى الأحزاب السياسية احترام إرادة وتوجه الناخبين.

أوضح حزب العدالة والتنمية مرارا وتكرارا أنّ تشكيل حكومة ائتلافية بينه وبين حزب الحركة القومية سيساعد على بقاء الحكومة لأطول مدة ممكنة، لكن تمسك حزب الحركة القومية وعناده حول "الخطوط الحمر" سيعيق ذلك بلا شك.

داعش في إزمير!

ما تعيشه تركيا على حدودها الجنوبية الشرقية منذ مدة طويلة، وصل إلى مرحلة خطيرة لا تهدد جنوب شرق البلاد، وإنما تهدد تركيا بعمومها، مع تزايد احتمالات تسرّب "جهاديين" إلى داخل الأراضي التركية عبر التخفي وسط اللاجئين الهاربين من الموت.

ونحن لا نقول ذلك "مبالغة" أو تخويفا، وإنما قد حصل ذلك بالفعل، فقبل ثلاثة أيام دخل شخص مريض بمرض السل قادما من شمال العراق، وبعد مدة تم القبض عليه في محافظة إزمير وهو يحمل 14 كيلو من المتفجرات، وتبين لاحقا أنه قائد في تنظيم داعش، ولكم أنْ تتخيلوا ماذا كان سيحصل لو لم يتم القبض عليه، لذلك مشكلة الأمن، يجب أنْ تكون على سلم أولويات مجلس البرلمان، وعلى الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة بسرعة.

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس