ترك برس

تحتفل تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، السبت، بالذكرى السنوية الـ 50 لـ"عملية السلام" العسكرية التي أطلقتها القوات المسلحة التركية في 20 يوليو/تموز 1974 بهدف إنهاء الضغوط والقمع على الأتراك القبارصة وضمان أمنهم في الجزيرة.

وفي هذا الصدد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في فعاليات الذكرى الـ50 لعملية السلام في ليفكوشا عاصمة شمال قبرص: "نعتقد أن الحل الفيدرالي غير ممكن في جزيرة قبرص".

وأكد أردوغان أن تركيا مستعدة لتحقيق السلام الدائم والحل في قبرص.

ونشر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عبر حسابه على منصة "إكس"، إن السلام والرفاه مستمر في الجزيرة منذ نصف قرن بفضل العملية العسكرية التي نفذتها تركيا بالجزيرة للدفاع عن القبارصة الأتراك.

وفي 20 تموز/يوليو 1974 أطلقت تركيا "عملية السلام" في الجزيرة بعد أن شهدت انقلابا عسكريا بقيادة نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث.

وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة الرومية سكان الجزيرة الأتراك بأعمال قتل وإبادة وحرق للمنازل والممتلكات، بحسب ما نشره موقع وكالة أنباء تركيا.

وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في 14 آب/أغسطس 1974، ونجحت العمليتان في تحقيق أهدافهما. 

وخلال تعرض أتراك الجزيرة المسلمين للاضطهاد والظلم والإبادة الجماعية على يد القبارصة الروم المدعومين من اليونان، توجه رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد، عام 1974 إلى العاصمة البريطانية لندن، ليجري لقاءات دبلوماسية مع حلفائه الغربيين.

وخلال غياب أجاويد، اجتمع نائبه البروفيسور نجم الدين أربكان بشكل عاجل مع الحكومة التركية وقائد الجيش التركي، واستطاع أن يقنعهم بالتدخل العسكري في قبرص خلال أسرع وقت.

وفعلا تم اتخاذ القرار بالتدخل العسكري مباشرة لوقف ما يتعرض له المسلمون هناك من ظلم وحماية الشعب القبرصي التركي.

يقول الكاتب أحمد صالح في مقال له بعنوان "أربكان.. وراء نيل حقوق القبارصة الأتراك" إن "القوات التركية استطاعت بكل أصنافها أن تقوم بعدة هجمات عَجز اليونانيون عن التصدِّي لها، وكان التحرك التركي في ذلك الوقت من الأحداث التي أبهرت العالم، كونها أول دولة تتشجع وتهاجم دولة أوروبية”.

ويكشف أرشيف الوثائق البريطانية أن الذي قام بحركة تحرير قبرص هو نجم الدين أربكان، وفقا لموقع وكالة أنباء تركيا.

وقد استطاع الباحث والمؤرخ التركي مصطفى صدقي بيلجين عضو هيئة التدريس في جامعة "كهرمان مرعش" أن يدخل أرشيف الوثائق البريطانية، ويتوصَّل إلى عدد كبير من الوثائق التي تتناول مواضيع لم تُذكر من قبل حول ما يتعلق بالأحداث التي جرت قبل وبعد حركة تحرير قبرص.

وبدأت هذه الوثائق بالظهور بعد عام 2006، حيث استطاع بيلجين خلال هذه الفترة أن يدققها، ويستخرج منها المعلومات الخاصة بقضية قبرص.

وتُظهِرُ الوثائق أن “المباحثات التي أجراها أجاويد في زيارته إلى لندن في ذلك الوقت أنه كان يبحث عن حل للموضوع، دون الدخول في حرب، ورفضه لحركة التحرير”.

وتُظهر الوثائق أيضًا أن نجم الدين أربكان كان أكثر فاعليةً ورغبة، وتوضِّح التقارير التي أرسلها السفير البريطاني في ذلك الوقت أن “أربكان كان ينوي أخذ قبرص كلها، وأن رئيس أركان الجيش التركي في ذلك الوقت سميح سنجار قدَّم كل المساعدة لأجل هذه الغاية”.

وفي عام 2008، اعترف الرئيس الأول لجمهورية قبرص التركية رؤوف دنكتاش أن “الذي أعطى الأمر بالتدخل العسكري الفوري بعد تدهور الأوضاع في قبرص هو نجم الدين أربكان نائب رئيس الوزراء التركي حينها ورئيس حزب السلامة”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!