ترك برس

أشاد الداعية المصري د. محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ، وعضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالجهود التي تبذلها شخصيات سياسية تركية لإصدار قانون يتيح إمكانية سحب الجنسية من الأتراك الحاملين للجنسية الإسرائيلية الذين يشاركون في الحرب على غزة.

ووافق البرلمان التركي في وقت سابق من الشهر الجاري، بأغلبية أعضائه على مناقشة مشروع القانون، ومن المقرر أن تبدأ مناقشته  في غضون أيام قبل عرضه للتصويت النهائي.

وتشير وسائل إعلام تركية إلى وجود أكثر من 10 آلاف جندي يحملون الجنسية التركية في صفوف جيش الاحتلال بمن فيهم الجنرال المسؤول عن إدارة وتشغيل نظام القبة الحديدية، بحسب ما أورده الإعلام التركي.

لكن الشيء الذي أثار جدلا كبيرا في تركيا هو أن ما يصل إلى 4 آلاف ممن يحملون الجنسية التركية يشاركون في الحرب على غزة وقد قتل منهم أكثر من 65 جنديا، وجرح أكثر من 110 آخرين، بحسب صحف تركية.

وأثار هذا الأمر غضبا في تركيا مما دفع حزب "الهدى" لتقديم مشروع قانون إلى البرلمان لسحب الجنسية من هؤلاء الجنود. بحسب موقع الجزيرة نت.

وقال رئيس الحزب زكريا يابيجي أوغلو، إن هؤلاء يشاركون في الحرب لأهداف صهيونية وشاركوا في الإبادة الجماعية وقتلوا النساء والأطفال والرضع ولا يمكن عودتهم إلى البلاد دون عقاب، مطالبا بسحب الجنسية منهم.

وينص القانون على محاكمة من ينضم إلى جيوش الدول الأجنبية ويرتكبون جرائم إبادة جماعية، ومعاقبتهم بالسجن المؤبد، ومصادرة ممتلكاتهم إذا لم يعودوا إلى تركيا بعد استدعائهم للتحقيق.

وفيما يلي نص مقال كتبه الداعية المصري د. محمد الصغير، لموقع الجزيرة مباشر، يروي فيه اجتماعه مع قادة حزب هدى بار وحديثهم عن مشروع القانون المذكور:

في السابع من يوليو/تموز الجاري، دُعيت لحضور المؤتمر العام لحزب “الهدى بار” في العاصمة التركية أنقرة، وهو حزب يمثل الإسلاميين في المناطق ذات الأغلبية الكردية مثل ولاية ديار بكر وأخواتها،‎ وكانت الحشود لافتة للنظر والحضور من كل أماكن تركيا، كما يمثل تجربة حزبية سياسية جديدة، لذا خاض الانتخابات ضمن تحالف الجمهور مع حزب العدالة والتنمية، ورشح أعضاءه ضمن قوائم الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية لعام 2023، وفاز الحزب بأربعة نواب هم:

1- زكريا يابجي أوغلو رئيس الحزب، وحصل على مقعد إسطنبول

2- شهزاد دمير

3- سيركان رامانلي

4-  فاروق دينك

وهذا المؤتمر يُعقد كل ثلاث سنوات، وتُنتخب فيه كوادر الحزب.

كان الافتتاح بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، في جمع مهيب من رموز وقادة الأحزاب التركية ونواب البرلمان، وفي مقدمتهم نائب الرئيس ‎أردوغان، وكانت الكلمات قوية وأغلبها عن مأساة ‎غزة والحرب على ‎فلسطين، وكذلك كانت هتافات الجماهير، الذين استمرت تحيتهم وهتافهم وقتًا ملحوظًا عندما ذُكر اسم ممثل قائد حركة حماس إسماعيل هنية ضمن ضيوف المؤتمر، الذي انتهى بفوز الأستاذ زكريا يابجي أوغلو برئاسة الحزب بالتزكية، وفوجئت بدعوة خاصة منه بعد يوم المؤتمر الطويل حضره القادة الجدد، تناولنا فيها مستجدات الحرب على غزة، وما يمكن أن نقوم به إزاء هذه الحرب الوحشية على المدنيين والعزل، فأعلمني رئيس الحزب أنه خلال يومين سيقدمون إلى البرلمان التركي مشروع قانون يقضي بسحب الجنسية ومصادرة أملاك مزدوجي الجنسية الذين شاركوا في حرب إبادة غزة.

وفي اليوم التالي زرتهم في مقر البرلمان، كما زرت نوابًا من حزب العدالة والتنمية، وحزب الرفاة الجديد، وكانت اللجان على قدم وساق انتظارًا لعرض المشروع على النواب في أولى جلساتهم، وفي سابقة برلمانية تاريخية تمت الموافقة بأغلبية النواب دون المرور على لجنة المقترحات والشكاوى المعنية بدراسة المقترح وتقديمه إلى الجلسة العامة خلال أربعين يومًا، ولم يعترض على مشروع القانون إلا حزب الشعب الجمهوري (CHP) أكبر المنافسين للحزب الحاكم، وحزب الديمقراطية والمساواة (DEM) ومرجعيته حزب العمال الكردستاني (PKK) صاحب التاريخ المعروف.

صرَّح رئيس الحزب زكريا يابجي أوغلو بأن من شارك في الحرب على غزة شارك لأهداف صهيونية، وشاركوا في الإبادة الجماعية وقتلوا النساء والأطفال والرضع، ولا يمكن عودتهم إلى البلاد دون عقاب، مطالبًا بسحب جنسياتهم، ورأى أن مجرد عرض القانون والموافقة على مناقشته من الانتصارات البرلمانية المقدَّرة لحزب الهدى، وتتويجًا لمواقفهم المتقدمة في نصرة القدس وفلسطين، والسعي للتخفيف من معاناة أهل غزة.

وباعتبار الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ إحدى المؤسسات العاملة من إسطنبول، والأستاذ زكريا هو نائب المدينة العريقة في البرلمان، فقد زار مقر الهيئة ومعه وفد كريم من قادة الحزب والمؤسسات التابعة له، واستقبلهم فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف عميد أكاديمية أنصار النبي ﷺ، وفضيلة الشيخ الحسن الكتاني عضو مجلس الإدارة، والأستاذ محمد إلهامي رئيس تحرير مجلة أنصار النبي ﷺ، وعدد من الدعاة والسياسيين في مقدمتهم د. حلمي الجزار ود. طارق الزمر.

ودار نقاش معمق استمر من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة المغرب، حول قضايا الأمة العامة، وفي القلب منها ما يحدث من مجازر لأهل غزة، وكيف يكون السعي لاستعادة أمجاد صلاح الدين في تحرير فلسطين، وأثنى الجميع على مواقف حزب الهدى الواضحة في فضح العدوان، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتداعيات اقتراح سحب الجنسية ممن تلوث بهذه الحرب، وفرص سريانه وتطبيقه، كما ثمَّن عدد من الحضور تحالف حزب الهدى مع حزب العدالة الحاكم، وأهمية التنسيق معه في كل ما يعود بالنفع على تركيا وحاضنتها الإسلامية.

وعلى الصعيد الداخلي، ناقشنا قضية العنصرية وكيف أنها موجَّهة للإضرار بتركيا في المقام الأول، وأنها حلقة من سلسلة المخططات السابقة التي أريد بها زعزعة الاستقرار والتأثير في الاقتصاد التركي، ويؤكد ذلك أن القنوات “العربية” التي تضخم الأحداث وتتبناها إعلاميًّا، معروفة بتربصها بالحالة التركية، وتسخّر بثها في بث الخوف من زيارة تركيا والاستثمار فيها، وهذا يُحمّل العقلاء مسؤولية كبيرة في احتواء الأزمات، وإفشال تلك المخططات، وساد اللقاءَ جو عام من الاستبشار بقرب الفرج، وانقضاء الكرب، ونصرة المظلومين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!