كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

من عام 2007 والى عام 2013 جرت احداث عملية تصفية لقيادات عسكرية في الجيش التركي والى الان لم تحل كل ملابسات الحادثة، فالشخص الذي كان في مرمى ومركز هذه العمليات وهو القائد العام السابق لمجلس القوات المسلحة إلكار باشبوغ وفي مقابلته مع صحيفة الحرية كان جوابه على سؤال سبب عملية التصفية بانه لا يعلم السبب الحقيقي للعملية ولا يجد ما يضيفه الى ذلك لكنه أضاف بان عمليات البحث والتقييم ما زالت مستمرة وان بداية الاحداث كانت من أيام تصريحه بعد احداث العراق....

وفي مقابلة أخرى جرت قبل احالته الى التقاعد مع محمد بارلاص كان رده على نفس السؤال بان الذي يجري انما هي مؤامرة حاكها المدعي العام مع القاضي لإسقاطه وتلبيس التهم له. وعندما سال محمد بارلاص القائد السابق للقوات المسلحة لما لا تقول لي الحقيقة، أجاب عليه بانه والى الان لا يوجد من يعلم حقيقة ما يحدث، وقال أيضا في ذلك التقرير بان الجماعات تسعى الى تقوية مكانها الاجتماعي عبر حصد النقاط بالأداء السياسي والاقتصادي.

لقد كانت الاحكام على إلكار الذي نفى ما نسب اليه وقال بان التهم التي حوكم عليها باطلة مفتراه بالسجن المؤبد مدى الحياة بتهمة التخطيط لانقلاب 17-25 ديسمبر. وبعد كل هذا فان ما نعلمه يقينا ان المعلومات التي نحيط بها عن هذا الحدث الذي امتد بين عامي 2007-2013 هي قليلة ومحدودة.

في حديث إلكار مع محمد بارلاص نجد الكثير مما يلفت الانتباه ولكن أكثر ما شدني هو عبارته "الى يومنا لا يوجد من يفسر ما حدث" وهو ما يعني به: نعم صحيح وقعنا في فخ عملية التصفية لكن لا نعلم السبب الحقيق ورائه.

اما ما يمكن ان نخلص به بعد هذه العملية: هو ان المقولة المشهورة "جيش قوي يعني تركيا قوية" أصبحت في مهب الريح وان عبارة "حكومة قوية" قد تكون غلّابة بعد هذه العملية، لكن ما يجب ان يكون وما يجب ان نعمل على ان يكون هو "شعب قوي يعني تركيا قوية".

في دراسة نتائج هذه العملية لا نعلم هل نجحت في تحقيق أهدافها ام لم تنجح، ففي حال كان هدف العملية هو سيطرة الجماعات على منصب رئاسة القوات المسلحة، نستطيع ان نقول بان العملية فشلت بهذا لان الجمعات لم تظفر بالمنصب، أما اذا كان هدف العملية هو تنحية القوات العسكرية عن المشهد السياسي، فنستطيع القول بانها نجحت في هذا عندما حجّمت القوات العسكرية عبر إعادة تشكيل طبيعة العلاقات الداخلية والخارجية، وعبر تحجيمها بالبيروقراطية وتحجيم الصلاحيات والتدخل في الحياة السياسية.

اما الجانب الاخر من الصورة الذي إذا نظرنا فيه علمنا اننا لا يجب ان نغفل وننسى ان نضع الاحداث في سياقها العام الذي بدوره يُنبئنا عن الحقيقة وموقعها على خارطة السياسة في الشرق الأوسط الجديد...

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس