الأناضول

شدد نائب رئيس الوزراء التركي، أمر الله إشلر، على أن "العالم بات يعاني من معضلة تدعى إسرائيل، ذلك البلد الذي بات يشكل مصدر تهديدٍ للسلام الإقليمي والعالمي، ويستغل أصغر فرصة ممكنة من أجل توطيد دعائم الظلم، وحجب نور السلام".

جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم، في افتتاح اجتماعات الدورة الرابعة للجمعية العمومية للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، التي افتتحت في إسطنبول، حيث أكد أن "الضمير العالمي أظهر إفلاسه مرة أخرى، من خلال غض الطرف عن مجازر غزة الأخيرة، التي ارتكبت في شهر رمضان المبارك".

وأضاف أنه "لا يمكن تقديم أي تبرير لصمت العالم الذي وقف متفرجا، أمام المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بلا رحمة ولا هوادة، بحق المسلمين في شهرهم المقدس، دون أن أي اعتبارٍ لامرأة أو رضيع أو طاعن في السن، منتهكةً جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية".

من ناحية أخرى، أكد إشلر "أنه يجب الاستمرار في وقف إطلاق النار في غزة، ورفع الحصار عنها، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شعبها المحاصر، بعد أن تحولت إلى سجن كبير"، مشددا على أن "التاريخ لن ينسى هؤلاء اللاعبين المتورطين في هذه الممارسات اللاإنسانية، والدول التي تدعمها وجوقة الصامتين"، على حد تعبيره.

وحذر إشلر  العالم الإسلامي، عبر هذا الاجتماع بالقول "ما لم تتخذ دول العالم الاسلامي مواقف واضحة ضد إسرائيل، وغيرها من قوى الطغيان، التي تسوم المسلمين في مختلف أنحاء العالم، شتى أنواع العذاب، فإن الأحداث المؤلمة التي تعتصر لها القلوب ألماً، ستبقى مستمرة". 

واعتبر إيشلر أن "رؤية العديد من البلدان الإسلامية صامتة، حيال الأحداث المؤلمة، التي يعيشها العالم الإسلامي، تحت ذريعة حماية مصالحها القومية أو المذهبية، أمرٌ  مؤسف. وهذه الحالة، تحتم على العالم الإسلامي مراجعة نفسه مرة أخرى، من أجل النهوض من جديد، كما أن سياسات تلك البلدان قد تكون ناجعة على المدى القصير، إلا أنها لن تتمخض عن حلول على المدى الطويل".

وفي نفس الإطار، أوضح إيشلر أن الحكومة التركية "لم تقف إلى جانب طغمة الأقلية الديكتاتورية الحاكمة، بل  وقفنا إلى جانب الشعوب الراغبة بالذود عن مستقبلها، رافضة جميع أشكال الاستقطاب التي تستند إلى روابط الدم، أو العرق، أو الدين، والخيارات السياسية المستندة إلى أسس إثنية أو مذهبية".

وتابع القول "الحكومة التركية، ترى بأن الاختلافات المذهبية والاثنية، التي تعيش في المنطقة تشكل عناصر ثراء، كما أن المفهوم السياسي الذي تدافع عنه، والذي يستند إلى القيم العالمية والديمقراطية، تدفعها نحو الدفاع عن مستقبل المنطقة، والعمل من أجل ازدهارها، وهدفها الرئيسي، هو وضع مفهوم سياسي، يستند إلى توازن أمثل ما بين الضمير الإنساني والقيم العالمية من جهة، ومصالح تركيا الوطنية من جهة أخرى".

ولفت إلى أن الحكومة التركية "تأمل بأن يسود السلام والرخاء والاستقرار العالم أجمع، بغض النظر عن منطقة جغرافية بعينها، أو مجموعة سكانية محددة، ويمكن تلخيض تلك المخاطر، التي تهدد العالم الإسلامي على وجه الخصوص، وبقية البلدان بشكل عام، بالعنصرية والطائفية، والاقصاء على خلفية الاختلاف الفكري أو الأيديولوجي، لذا فعلى العالم أن يطوّر مواقف مشتركة، حيال تلك المخاطر التي تهدد جميع بلدانه".

كما تعهد إشلر بأن تواصل الحكومة التركية في المستقبل "وقوفها إلى جانب جميع الشعوب المضطهدة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المظلوم، لأنها نذرت نفسها للوقوف إلى جانب المضطهدين والمظلومين، لا إلى جانب القوى المسيطرة والمتحكمة، كما فعلت من قبل".   

وفي الأثناء، طالب إشلر "جميع البلدان الإسلامية، بتعزيز علاقاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلاقات التضامن والتعاون فيما بينها، وإعطائها دفعة جادّة نحو الأمام، حيث إن تركيا، تولي ذلك أهمية كبرى"، وأن "على الدول الإسلامية، تطوير سياسات مشتركة لمواجهة جميع الأفكار الطائفية والعنصرية، وتوفير كافة السبل الكفيلة بعدم إتاحة الفرصة للتفرقة بالتسلل للإيقاع بالمسلمين".

هذا وقد افتتحت اليوم في مدينة إسطنبول التركية الدورة الرابعة لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، بحضور علماء وشيوخ من معظم البلدان الإسلامية، وبرعاية حكومية تركية.

وركزت الكلمات الافتتاحية بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، على أهمية دور العلماء في توعية الأمة الإسلامية، وعلى تعزيز روابط المسلمين مع بعضهم البعض، ونبذ الخلافات، مركزة على المآسي التي يعاني منها العالم الإسلامي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!