كتبه: جيران كينار - صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

تستمر المذابح بحق الإنسانية ويستمر العالم متجاهلا لعاره، فكما كانت مذبحة سربرنيتشا رأينا من بعدها مذابح في غزة المحاصرة من إسرائيل المجرمة، وكذلك المذابح في روندا، وما زلنا نشاهد هذه المذابح عيانا في كل يوم في سوريا الجريحة. في هذه الأيام نعيش ذكرى مذبحة سربرنيتشا التي أودت بحياة ما يزيد عن 8000 من مسلمي البوسنة بيد المليشيات الصربية وعلى عين الأمم المتحدة، فبعد ان أُعلنت سربرنيتشا منطقة امنة ونزلت القوات الهولندية باسم الأمم المتحدة لتحفظ امان المنطقة، قامت الميليشيات الصربية التي لم ترضى بمثل هذه التهدئة بالهجوم على المسلمين العزل وقاموا بقتلهم ضمن سلسلة جرائم امتدت على طول البوسنة وعرضها أودت بما يزيد عن 100.000 قتيل وأكثر من مليوني مهجر و40.000 حالة اغتصاب.

تستمر الازمة الأخلاقية لنرى مثال أبشع من سابقه في سوريا على يد بشار وزبانيته. ولنرى المفارقة بين الماضي والحاضر أقول لكم بان كل العالم اليوم يتفق على ان الذي حدث في البوسنة انما هي مجازر بحق الإنسانية لكن الحقيقة لم تكن كذلك عندما حدثت المجازر وفي اللحظات الأولى منها، ولمعرفة ما حدث نقرئ في أرشيف الاحداث السابقة.

في عام 1993 وقبل مذبحة سربرنيتشا كان رئيس الجمهورية في تلك السنوات تورغال أوزال وكان سليمان ديمرال يتقلد منصب رئيس الوزراء، وكان لتركيا دور بارز في صناعة الحدث وفي محاولة الوصول لحل في الازمة البوسنية، فقد عملت تركيا وبرئاسة أوزال وديمرال على حشد الدعم الدولي لحل الازمة وإعطاء الحقوق الى أصحابها.

في هذه الاثناء خرجت صحيفة الحرية في تقرير عن الحدث مالئته بالأكاذيب وبدعم أعداء البشناق الذي تدافع عنهم تركيا في تلك الاثناء. في ذلك التقرير قامت الصحيفة بدعم روايات القادة المحاربين للشعب البوشناقي على روايات القادة الاتراك او قادة الشعب البوسني، واكملت مشوار التضليل بوصف رئيس الجمهورية التركية أوزيل آن ذلك ب " الاصولي والعثماني والذي يتدخل بشؤون الغير" في محاولة من الصحيفة لتقويض دورة وتشويه شخصه، بينما قامت بالتدليس والكذب ومدح قيادات المذابح والاجرام المسؤولة عن احداث القتل والتقتيل بالشعب البوشناقي الشقيق.

وبعد كل هذا أخاطبكم متسائلة: هل ترون التشابه بين الماضي والحاضر؟

عن الكاتب

جيرين كينار

كاتبة في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس