أمين بازارجي - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد الاجتماع الذي جمع بين رئيس حزب العدالة والتنمية مع نظيرة في الحزب القومي خرج داوود أوغلو الى الكاميرات وادلى بما عنده، بينما فضّل بهجلي ان يتركها فيما بعد ليحضّرها اثناء الليل ويخرج علينا بلا جديد في التوضيح الكتابي الذي نشره، وكما كان في السابق لم يكن هناك جديد فيما ادلى به، وكانت الورقة مليئة بالتناقضات التي تناطح بعضها البعض.

 فالحزب القومي يدعي بانه يقوم بتأدية دور السياسي المثالي وانه يقوم باختيار السبل والاختيارات المثالية لكل موقف سياسي يقع به، بينما نرى النقض تماما وعلى لسان أعضائه وممثليه، فقد سمعنا تصريحات توحي بشكل مباشر وغير مباشر بان الدور الذي يحب الحزب القومي لعبه هو دور المعارض وهذا الأقرب الى الصواب مما يدعون، فهم يحسبون أنفسهم الوصيف في الانتخابات وان تمثيلهم أكثر بكثير من 80 مرشحا وانه بالتأكيد أكثر من تمثيل حزب الشعوب الديمقراطية.

نرى بهجلي زعيم الحزب القومي وهو يتراقص في تناقضات نفسه ليعكسها الى تناقضات طروحاته السياسية، فنراه يصرخ بطروحات متناقضة لا يستحي من تناقضها عندما لا يترك بينها وقت لنعذره به، او حتى نسيان عندما يجعل الاقناع وسيلته في طرح آرائه، ولا حتى الخجل من منتخبيه الذي لا يرى غضاضة في تغيير رايه المقدم لهم فيما يشبه الكذب المكرر. فكما نرى ونسمع فان بهجلي خرج في البداية ليدعم تحالف بين حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري وكان يدفع الى ذلك، ثم خرج من بعدها ليقول ان انسب تحالف يكون بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطية مع الحزب الجمهوري، ثم خرج ليؤكد ان الأفضل هو تحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطية، وهكذا....

يتنازع بهجلي الكثير من التناقضات، فهو كما صرح يريد تشكيل حكومة وبشكل سريع، ويريد ان يكون جزء من هذه الحكومة لكنه يصرح في اغلب الأحيان عكس ذلك. في تصريحاته يدفع الى تشكيل حكومة بين حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري ويقول بانها الاقدر على إدارة البلاد، ثم يخرج من جديد ويقول ان حكومة بينه وبين حزب العدالة والتنمية هي الاقدر، ليخرج من بعدها ويصرح بشكل غريب ويقول انه غير موجود في الساحة السياسية!!!

ويستمر بهجلي في بحر تناقضاته ويصرح بان "مشروع الحل" انما هو "حل المشروع" مظهرا معارضته لهذا المشروع، وفي نفس الوقت نراه يدعم ويدفع الأحزاب المؤيدة لهذا المشروع نحو التحالف! وفي مثال اخر نسمعه كثيرا وهو يقول بان الأولوية الأولى لديه هو الوطن ثم يأتي من بعد هذا الحزب، لكن لا نرى أحدا يسأله عن الخطوط الحمراء التي يستمر في وضعها والتي لا تمثل الوطن ولكنها تمثل فقط رغبات حزبه!

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس