مروة أورتش - صحيفة يني شفق

في الثلاثاء الماضي تم الاتفاق بين إيران والأعضاء الدائمين 5+1 في الملف النووي الإيراني. تستطيعون قرائه الاتفاق ومعرفة ما فيه عبر الانترنت لكني أستطيع تلخيص ما جاء به لكم كالتالي: ينص الاتفاق على إمكانية مداومة إيران تخصيبها لليورانيوم لكن تحت المراقبة منعا لإنتاج الأسلحة النووية، في المقابل يرفع الحظر الدولي الاقتصادي عن إيران.

تأتي هذه الجهود وهذا الاتفاق في إطار جهود السلام بالشرق الأوسط، ويأتي أيضا في إطار جهود الولايات المتحدة الامريكية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فبعد احداث هوريشيما ونيكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية انطلقت هذه الجهود لمنع القنابل النووية، لكن انتشارها لم يتوقف فقد امتلكت بريطانيا وروسيا والصين وفرنسا هذه التكنولوجيا، وتستمر انتشارها فيما بعد الى ان وصلت إسرائيل والهند وباكستان وكوريا الجنوبية. فسباق التسلح الدول العظمى دائم ولا يتوقف، وجاذبية أسلحة الدمار الشامل تسري في كل الدول بلا استثناء، فالكل يريد اقتناء مثل هذه التكنولوجيا، وبالرغم من وحشيتها والمذابح والإبادات الجماعية التي يمكن ان تفعلها الى ان الكل يريدها؛ فهي تحسم المعارك وتعطي الأفضلية لمن يملكها.

وفي هذا السياق تكون إيران قد اكتسبت اول شرعية دولية لامتلاك مثل هذه الأسلحة بهذا الاتفاق حتى وان كانت بنود هذا الاتفاق تنص على نقيض ذلك. فبهذا الاتفاق تكون الأبواب قد شرعت لشرعنه الدماء التي تسفكها إيران بشكل مباشر او غير مباشر في اليمن وسوريا والعراق بالتدخل المباشر او بالدعم لمليشيات الشيعة في هذه البلاد. فمثلا في سوريا تقدم دولة إيران على دفع ملايين الدولارات لدعم المليشيات المحاربة هنالك من حزب الله الى المليشيات القادمة من أفغانستان الى المرتزقة من كل انحاء العالم. كما ونرى قوات القدس الإيرانية التي باتت اليوم هي من تتحكم في الأسد ونظامه، فهي من تشكله وهي من تحركه حسب الخطة الإيرانية لا كما يريد الأسد وزبانيته.

فكما صرح الممثل في مجلس المعارضة سفطان بان إيران تقدم ما يقارب ال6 مليار سنويا لدعم صمود نظام الأسد، فهي بالتأكيد لا تستخدم هذه المليارات في بناء المدارس والمستشفيات وانما تستخدم في الدعم المادي والعسكري والسياسي لنظام الأسد في مواجهة أحزاب وجبهات المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية. فكما ترون ونرى فان هذا الاتفاق هو امضاء بشرعية الدم المسفوك والمذبوح على كل تلك البقاع، كما يُشرعن للاحتلال الذي تقوم به المليشيات الايرانية في أراضي الغير....

نتوقع ان تنتشر أسلحة الدمار الشامل وبالأخص الأسلحة النووية في الشرق الأوسط بعد هذا الاتفاق، فبعد ان كانت إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك عذا السلاح أصبحنا اليوم بدولتين، وهو ما سيدفع بالسعودية نحو محاولات جادة لامتلاك مثل هذه التكنولوجيا، وقد يدفع دول أخرى في الشرق الأوسط لامتلاك هذه التكنولوجيا، وهو ما سيدفع إسرائيل للتدخل المباشر لمنع هذا متجاهلة الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت لإيران من قبل، الامر الذي ينبئ بحرب عالمية ثالثة، فهكذا تنشئ الحروب...

عن الكاتب

مروة شبنم أوروتش

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس