غونغور منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

كانت انتخابات رئاسة الجمهورية كمباراة تحضيرية للانتخابات العامة التي ستقام العام المقبل. كل من ينظر إلى نتائج انتخابات الرئاسة يصل مباشرة لنتيجة مفادها أن النظام في تركيا "يعاني من فراغ المعارضة". وحزبنا المعارض الرئيس يتجه الآن لمؤتمر عام جديد.

اليوم يوجد مرشح مقابل لـ"كلتشدار أوغلو"، وهو النائب عن مدينة "يالوفا" "محرّم إنجه" الذي يتحدث بصورة جيدة وجميلة لكنّ وعوده تلك لن تقود حزب الشعب الجمهوري إلى السلطة.

يقول "محرّم إنجه": "هدفي ليس الفوز برئاسة الحزب، وإنما الفوز بالانتخابات. أنا أريد أن أكون رئيس وزراء هذه الدولة. سأهزم هؤلاء "اللقطاء"، وسأنزلهم عن قمة الدولة".

تبادل خطابي

ربما لا يعلم "محرّم إنجه" أنه لا يقول أي شيء مغاير لما يقوله رئيس الحزب الحالي الذي هُزم في الانتخابات الأخيرة. فخطابه أيضا يعتمد على تشويه سمعة الحزب الحاكم. بينما يريد الشعب سماع أصوات سياسية تعبّر بوضوح عن روح اليسار.

هذه الروح عاشها حزب الشعب الجمهوري في سنوات السبعينيات عندما كان يحصل على نسبة 40% وأكثر.

القائد الذي حصل آنذاك على دعم فريق من المفكرين "مصطفى بولنت أجاويد" لمع صيته في كل مكان في تركيا، كان أمل الشعب. كان يبشّر بتغيير النظام من خلال رفع شعارات تمس حياة المواطنين مثل "معالجة التربة، واستخدام المياه".

لا يوجد أي نجاح غير ذلك في تاريخ حزب الشعب الجمهوري. العقل يأمرنا أن نستخدم نفس الاستراتيجية للتكيّف مع ما يحدث اليوم، لكن من دون جدوى. الحزب الآن مشغول من جديد باستهلاك نفسه من خلال مؤتمر جديد يدور في نفس الحلقة المفرغة.

"هنري باركي" أستاذ العلوم السياسية الأمريكي وصف وضع المعارضة التركية يوم أمس، وقال إنّ هناك سببان رئيسيان لظفر حزب العدالة والتنمية بفوز يتلوه آخر.

النجاح يُنسِي

السبب الأول هو أن "تركيا تطورت جدا قياساً بعام 2002. فقد شهدت القطاعات المهمة للجماهير مثل (االصحة، التعليم، الإسكان) تحسينات هائلة".

السبب الثاني "صعود المعارضة بدون أدنى مشاريع أو أفكار للانتخابات" سهّل مهمة فوز الحزب الحاكم. وهذا ربما ما ساعد رئاسة الوزراء والسلطة على تخطي أزمة تهم الرشوة والفساد.

المختص الأمريكي، أوضح أن حزب الشعب الجمهوري بحاجة إلى تغيير جذري إجباري. واذا لم يقم حزب المعارضة الرئيس بهذا التغيير سيبقى في المعارضة إلى الأبد.

هناك من إداريي الحزب من تفهّم هذا المصير، لكنّهم يقولون إنهم عملوا اللازم تجاه ذلك. نعم، لقد تمّت حماية الحزب في الانتخابات العامة الماضية من خلال أصوات بعض المحجّبات.

لكن هذا كان خطأً آخر، إذ كيف لحزب يقدّم تضحيات وتنازلات لا محدودة عن مبادئه من أجل الحصول على أصوات، كيف له أن يحصل على ثقة الشعب التي ستوصله إلى الحُكم؟

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس