أورهان مير أوغلو - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

تتعرض جهود السلام بين الاكراد والأتراك الى كل عمليات الاستغلال والتوجيه والتضليل والى كل أنواع الحرب النفسية وحروب التحشيد الاجتماعي وحروب الوعي الجمعي، فتعمد الأحزاب الى استخدام هذا المشروع في كل خططها السياسية الحالية والمستقبلية، ونرى الحزب القومي والحزب الجمهوري مع حزب الشعوب الديمقراطي في مقدمة المستغلين لهذا المشروع. بينما نعلم يقينا ان حزب العدالة والتنمية الذي خرج بهذا المشروع انما يريد الاستمرار به الى النهاية، لكن تغير الوسط السياسي الداخلي والخارجي قد يحتّم عليه بعض الانعطافات البسيطة هنا او هناك عن الخطة التي رسمها لنفسه.

استطاع حزب الشعوب الديمقراطي حصد 80 مقعد برلماني في الانتخابات الأخيرة بعد محاولات التحول الى السلمية والاندماج في السياسية التركية، لكن ادوات السلاح والثورة المسلحة في حزب العمل الكردستاني ما زالت سارية المفعول، وهو ما يطرح التساؤل عن ما هيه هذا التناقض، فمحاولة حزب الشعوب الديمقراطي الموافقة بين السياسية والعمل المسلح انما هي محاولة يائسة وقصير الأمد، فقد يظن ظان بانهم ينجحون في هذه الاثناء لكن ما نستطيع تأكيده بان هذا النجاح لن يستمر وان الحزب سيقع على مفترق الطرق فإما ان يختار الاندماج الكلي في السياسية التركية واما ان يختار العمل المسلح.

يعيش حزب الشعوب الديمقراطي لحظات صعبة في عملية المفاضلة، لكن المؤشرات توضح له بان طريق السياسية أسلم واربح له، ورغم كل هذا فان تمسكه بالعمل المسلح لم ينتهي الى الان، بل نرى توسعه في الساحة السورية وتأثير ذلك على الساسة في حزب الشعوب الديمقراطي. يقع الخير الصعب على الحزب فان اختار طريق السياسية والديمقراطي فانه سيندفع نحو الاستمرار في مشروع عملية الحل وسيترتب عليه ترك العمل المسلح ورفضه والتبرؤ من حزب العمل الكردستاني.

في محادثات المصالحة التي جرت في الدولمة بهجي جرى الاتفاق على كثير من بنود عملية السلام، وكان من اهم ما تم الحديث فيه هو التهدئة ووقف إطلاق النار بين الأطراف، وكان حديث عبد الله اوجلان في هذا السياق عندما وعد بان الجانب الكردي متمثلا بحزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمل الكردستاني سيتركون السلاح وسيتوجهون الى العملية السياسية والاندماج في العملية الديمقراطي.

وفي هذا الإطار يجب على حزب الشعوب الديمقراطي الاتجاه صوب الاندماج أكثر في العملية الديمقراطي ودعوة الاكراد الى ترك السلاح والانخراط أيضا في العملية الديمقراطي، وكما يجب عليه نبذ العنف والعمل المسلح دون مساومات على ذلك، واي طريق اخر قد يسلكه الحزب لن يكون في مصلحة مشرع جهود السلام...

عن الكاتب

أورهان مير أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس