أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

الجهة التي قامت بالتفجير الذي حصل في سوروج معروفة، فمهمها كانت هوية منفذ الهجوم، إلا أنّ الجهة الحقيقية التي تقف خلفه هي داعش، أو قوة أخرى مماثلة لداعش تسعى إلى تصفية حساباتها مع تركيا.

وهدف داعش والقوى العاملة على نفس خطها واضح وضوح الشمس وليس موضع نقاش، حيث ما يسعون إليه هو التالي:

تحويل تركيا لساحة حرب.
إيقاع جنوب تركيا في مستنقع القوى المسلحة.

تسعى داعش إلى نشر ساحة الحرب في كل الشرق الأوسط، وعلى رأس أولوياتها حاليا إيصال الحرب إلى تركيا، وإلى الأكراد، وقد نجحت داعش فعليا بعد هجوم كوباني بسحب طرف الحرب إلى الأراضي التركية، وقد كان هجوم الريحانية أيضا جزء من محاولات تحويل تركيا إلى ساحة حرب، ولم يكن من السهل على تركيا تجاوز قضية وهجوم كوباني، وقد نجح هجوم الريحانية بخلق الضبابية المطلوبة التي كان يسعى إليها.

أما هجوم سوروج، فهو هجوم سيعادل في تأثيراته حجم تأثيرات كلا من هجومي كوباني والريحانية، وإذا ما ثبت وقوف داعش خلف هذا الهجوم، فإنه من المنتظر أنْ تقوم تركيا بأخذ دور فاعل وتدخل حاسم تجاه هذا التنظيم.

وصلت تركيا إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى التحالف بشأن أخذ التدابير اللازمة ضد داعش، والتي ارتكزت على ضرورة إيقاف داعش من خلال استخدام الجنود والمحاربين المتواجدين على الأرض في داخل تلك الساحات، دون الحاجة إلى تدخل خارجي.

 مستنقع الشرق الأوسط ما زال مستنقعا، وفيه لا تستطيع مختلف الثقافات العرقية والدينية من العيش سويا، وتتقاسم خيراته وثرواته القوى الخارجية، ولهذا فإنّ صمود تركيا وثباتها من السقوط في هذا المستنقع، هو موضوع جدل فيما إذا كانت تركيا ستصمد طويلا أم لا.

لكن السيناريو الأكثر سوءا، هو سيناريو السقوط في هذا المستنقع باستخدام السلاح، وعدم التمكن من الخروج منه، ولا شك أنّ هجوم سوروج سيعيد الأقاويل التي كانت تتحدث عن أنّ داعش يتحرك بحرية مطلقة على حدود تركيا، وإذا كان هناك ضعف في هذا الجانب بالنسبة لتركيا، فعليها الآن معرفة كل نقاط الضعف التي قد تسقطها في هذا المستنقع، ثم عليها التخلص منها، والإصرار على ذلك وإظهار حساسية أمنية تجاه هذا الموضوع.

داعش تسببت بالقتل في سوروج، وقد تقتل مجددا في الأراضي التركية، وقد تزداد عمليات ومحاولات تحويل تركيا لساحة حرب، ولذلك يجب على المستوى السياسي أنْ يكون جاهزا ومستعدا لذلك، وأخذ كل التدابير اللازمة.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس