أوفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

داعش وحزب العمال الكردستاني هم مجرد نسخة كربونية واحدة لمنظمتين ارهابيتين، وحتى لو قاتلوا بعضهم البعض بين الحين والآخر فيجب أنْ لا يخدعكم ذلك، لأن كلاهما يسعى للوصول إلى أهداف مماثلة، ويتغذون على أفكار منحرفة متشابهة، ويملكون شبكة علاقات مماثلة لكلاهما.

كلا المنظمتين تسعى إلى زيادة نفوذها وسيطرتها من خلال خلق حالة من الفوضى في المناطق التي يريدون السيطرة عليها، وبرغم أنهما يملكان مناطق نفوذ يتحكمون فيها، إلا أننا نراهما سويا مشاركين في معمعة الفوضى في سوريا، وتدرك هاتان المنظمتان أنّ استمرارهما وبقائهما مرهون ببقاء واستمرار أعمال الفوضى، فكلنا نعلم أنّ الصفة المشتركة بين حزب العمال الكردستاني وداعش هي أنهما يريدان البقاء في عالم غير آمن وفوضوي.

يتحكم حزب العمال الكردستاني بثلاث مناطق في شمال سوريا بغطاء من نظام الأسد، فالحزب يشارك النظام السوري في جرائمه، وصمود نظام الأسد سببه ارتباطاته الظلامية في المنطقة مع من يحميه. بينما داعش تعتبر نفسها تقيم دولة ذات سيادة، وأيضا بدعم وبغطاء من نظام الأسد، لتكون داعش منظمة قاتلة للمسلمين، ولهذا فإنّ منظمة حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش يتغذيان على دماء المسلمين، وأكبر ضرر أحدثته داعش في الحقيقة كان ضد المعارضة في سوريا.

وتعمل كلا المنظمتين تحت دعم وغطاء الأسد وحُماته في المنطقة، ولا تستغربوا أنّ أكثر من عارض تدخل تركيا ضد داعش بعد سقوط تل أبيض هم أعضاء حزب العمال الكردستاني، لأنّهم داعش والعمال الكردستاني إخوة في الارهاب، وقيام حزب العمال الكردستاني بالتنسيق مع بشار الأسد في منطقة حسكة من أجل القيام بحملات مضادة للمعارضة السورية، يعطي رسائل قوية حول طبيعة العلاقة بين هذه المجموعات الثلاث، وحول العناصر الخارجية التي تتحكم بهم جميعا.

برغم أنّ إحدى هاتين المنظمتين تتدعي ارتدائها العباءة الدينية، والأخرى لا تعترف بالدين، الا انهما يعملان سويا وكتفا بكتف، وتركيا تستضيف الهاربين من ظلم داعش والعمال الكردستاني من العرب والأكراد والتركمان، ولهذا فإنّ العبء الأكبر الناتج من جرائم المنظمتين يقع على عاتق تركيا دوما.

والتبادل في الأدوار بينهما يظهر واضحا وجليا، فعندما شنت داعش هجوما غير مفهوم على كوباني، أدركنا بعد ذلك أنّ الثمرة قد قطفها وأكلها حزب العمال الكردستاني في الانتخابات الأخيرة، وداعش تهاجم كوباني، بينما يقوم العمال الكردستاني بحرق وتدمير الشوارع والممتلكات في تركيا، وهكذا يتم استهداف تركيا تارة باستخدام داعش، وتارة باستخدام حزب العمال الكردستاني، والهدف من ذلك الحد من نفوذ وقوة تركيا المتصاعدة، ولا يوجد أي فرق بين داعش وبين حزب العمال الكردستاني، فالمرادفين لداعش هم حزب العمال الكردستاني والكماليين والتنظيم الموازي، بينما السياسيون الذين يدعمون هؤلاء، هم التنظيم الذي يُبقيهم واقفين على أقدامهم وسبب استمرارهم في مشاريعهم وأهدافهم التخريبية.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس