ترك برس

تحتل تركيا اليوم المرتبة السادسة عشر عالميًا  والمرتبة السادسة أوروبيًا من حيث ترتيب الدول الصناعية في العالم، ولكن حسب الرؤية الاستراتيجية 2023 الخاصة بحزب العدالة والتنمية والتي تهدف إلى تطوير تركيا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وعلميًا وتكنولوجيًا وجعلها أحد الدول العشرة من حيث التطور الصناعي الانفتاحي على مستوى العالم فإن تركيا ستعمل بشكل أكثر جدية ونشاط لزيادة قوّتها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي السياسي والتأثيري في المنطقة.

لا تستطيع أي دولة في العالم التطور اقتصاديًا إلا من خلال ربط القيم الاجتماعية بمفهوم التطور الاقتصادي التقدمي، لا بد للمجتمع أن يعي معنى التطور الاقتصادي وآثاره على مستوى دخل الفرد والموازنة العامة للدولة ليبدأ الفرد العمل بكل جد ونشاط في سبيل العمل على تحقيق الأهداف الاقتصادية القومية المنشودة.

هذا ما يسعى مركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية "أسام" الذي تأسس عام 1969، وتحدّثت رؤيته عام 2006 من خلال إجراء العديد من البحوث والدراسات المُتعلقة بدراسة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية والدولية، حيث إلى جانب دراسة المجتمع التركي يسعى أسام إلى دراسة العلاقات الاقتصادية الاجتماعية في المجتمعات الأخرى لمعرفة مدى قدرة استيعاب الشعوب الأخرى على التأقلم مع العلاقات الاقتصادية والوحدة والتعاون الاقتصادي النشط.

تُعد أبحاث أسام مهمة جدًا لدارسي الإدارة والاقتصاد وعلمي النفس والاجتماع لوعي مدى العلاقة الرابطة بين التنمية الاقتصادية والوعي الاجتماعي ولاستيعاب الدور الكبير الذي يلعبه الجانبين الاقتصاديين والاجتماعيين في العلاقات السياسية الخارجية بين الدول، خاصة بين الدول التي تسعى لتنمية وتطوير علاقتها من خلال استخدام أساليب الترابط الاقتصادي.

يعمل أسام لإعداد أبحاثه بالاستعانة بثلة كبيرة من الأكاديميين والخبراء المختصين ذوي الخبرة الملحوظة والكبيرة، وإلى جانب هؤلاء الأكاديميين يوجد بعض البيوقراطيين العاملين في الدولة والتي تُعد أبحاثهم قريبة جدًا للواقعية لوجود خط صلة مباشر بينهم وبين الخطط التنموية والاجتماعية التي تخطط لها تركيا من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية، كما يُعطي المركز فرصة كبير للطلاب في جميع المراحل التعليمية لخوض تدريب عملي داخل كيانه ليستسقوا بعضًا من الخبرة العملية.

يعمل أسام بعدة مجالات، يمكن ذكرها على الشكل التالي:

ـ اقتصاد.

ـ سياسة.

ـ علم اجتماع.

ـ علم الإنسان والتطور البشري.

ـ الاتحاد الإسلامي وإمكانية تحقيقه.

ـ القضايا الاقتصادية والاجتماعية الإقليمية.

ـ القضايا الاقتصادية والاجتماعية الدولية.

ـ السياسة الداخلية وتأثيرها على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الفرد والدولة.

ـ الخدمات المحلية ومدى تأثيرها على مستوى إنجاز مواطني الدولة.

ويخصص أسام دراسته في هذه المجالات لعدة أقاليم يُعدها رئيسية حسب سياسته العملية، وهذه المناطق أو الأقاليم حُددت على أنها رئيسية لمدى تفاعلها النشط مع تركيا ويمكن سرد هذه المناطق بالشكل التالي:

ـ منطقة الشرق الأدنى وآسيا الوسطى.

ـ منطقة الشرق الأوسط ومميزاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ـ أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.

ـ العلاقات التركية الأفريقية.

ـ الاتحاد الأوروبي.

ـ المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية الموجودة في هذه الإقاليم.

ويسعى أسام بشكل منفصل إلى دراسة مؤسسة الدول النامية "D 8" الاقتصادية التي تم تأسيسها من قبل رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان بتاريخ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1996 بين الدول الإسلامية التالية (تركيا، إيران، بنغلادش، مصر، باكستان، ماليزيا، نيجريا، أندونسيا).

ويُذكر أن هذه المؤسسة أسست على أساس توافقي تعاوني بين الدول، بمعنى أنّ  كل دولة من الدول المؤسسة تملك مجالًا تتفوق فيه عن غيرها من الدول، وإن حدث تعاون بين هذه الدول على أساس هذا التفوق فسيكون هناك اتحاد إسلامي تعاوني مميز. وكقضية بحثية لأسام، يقوم الأخير بتحديد المجالات التفوقية بين الدول المؤسسة  للمنظمة حيث يبين أن تركيا متطورة عن غيرها من الدول الثمانية في مجال الصناعة الخفيفة والثقيلة وصناعة الأدوية، بينما بنغلادش لديها تنمية ريفية وتملك قوى عاملة ضخمة، أندونسيا أيضًا لديها قوى عاملة وبعض المصادر الطبيعية، إيران متطورة تكنولوجيًا وعلميًا،  ماليزيا لديها قوى مالية تمويلية ومشاريع خصخصة كبرى، مصر تملك طرق تجارية لوجستية مميزة يأتي على رأسها قناة السويس، نيجيريا مميزة بمصادر الطاقة والمعادن الطبيعية، باكستان تملك ثروة ضخمة من الأسماك والمواد الزراعية.

في هذا المثال يسعى أسام إلى دراسة إمكانية إيجاد تعاون اقتصادي فعلي بين هذه الدول بعيدًاعن التأثر بالعلاقات والتطورات السياسية، كما يسعى إلى إيجاد سبل لنشر الوعي الاجتماعي والثقافي بين مجتمعات هذه الدول لحثها على المطالبة بإنجاح عمل هذه المنظمة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!