الأناضول

رحب فلسطينيون في قطاع غزة، بترشيح "أحمد داود أوغلو"، وزير الخارجية التركي، لتولي رئاسة الحكومة.

وهنأ غزيون في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، داود أوغلو بترشيحه لرئاسة الحكومة التركية، آملين في ذات الوقت باستمرار مساندته للقضية الفلسطينية والدفاع عن الفلسطينيين سياسيا وإنسانيا.

وأعلن رجب طيب أردوغان (الرئيس المنتخب)، ترشيح وزير الخارجية، "داود أوغلو"، مساء أمس، لرئاسة حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم، ورئاسة الوزراء.

ويقول إسماعيل أبو سعدة، (24 عاما)، في حديثه مع مراسل وكالة "الأناضول" :" تلقينا خبر ترشيح أوغلو لرئاسة الحكومة التركية بكل فرحة؛ بسبب التناغم بينه وبين رئيس الوزراء السابق أردوغان لأنهم يعملون لنفس الأهداف ولخدمة الشعوب الحرة المظلومة وخاصة الشعب الفلسطيني".

وأضاف:"الفلسطينيون، يتوقون لقادة مثل داود أوغلو وأردوغان للدفاع عنهم، وللتغلب على الظلم الذي يعانونه".

وأكد أبو سعدة أن الفلسطينيين، لا ينسون ما فعله داود أوغلو عندما زار قطاع غزة في الحرب الإسرائيلية السابقة عام 2012 وتأثر بسبب الدمار ومشاهد القتل والدمار، وأجهش بالبكاء من هول ما رأى.

وكان داود أوغلو، قد زار غزة، على رأس وفد ضم وزراء الخارجية العرب، إبان الحرب الإسرائيلية على غزة، عام 2012.

وفي جولة له داخل مستشفى الشفاء بغزة أجهش الوزير التركي، في البكاء، من هول مشاهدته لضحايا العدوان الإسرائيلي، خاصة حينما رأى أبا يبكي ابنته التي قتلت في غارة إسرائيلية.

وقال داود أوغلو، في مؤتمر صحفي عقب زيارته للمستشفى مفسرا أسباب بكائه، :"لا يوجد ألم يوازي ألم فقد الأبناء (..) الحالة الإنسانية تسبق الدبلوماسية".

ويرى "إيهاب الغصين" مدير المكتب الحكومي بغزة، في تلك الصورة التي أجهش فيها " داود أوغلو"، دلالة إنسانية كبيرة لا يمكن لأي فلسطيني أن ينساها.

وأضاف الغصين في حديث لوكالة الأناضول، أنّ ما يميز أوغلو هو "عدم تخليه عن الحس الإنساني، بالرغم من منصبه السياسي".

وتابع:" داود أوغلو، شخصية عظيمة، وسيواصل سياسيا وإنسانيا دعم القضية الفلسطينية، كما أنه استطاع وباقتدار، حين كان وزيرا للخارجية أن يقود تركيا نحو انتصارات سياسية، والآن من المؤكد أنه سيمضي في طريق النجاحات السياسية وهو يرأس الحكومة التركية".

من جهته رأى نهاد الشيخ خليل، (45عاما)، أن أوغلو خير خَلَف لخير سلف (أردوغان) وسيسير على ذات الطريق في نصرة الفلسطينيين، ودعمهم.

وقال الشيخ خليل (يعمل محاضرا في الجامعة الإسلامية بغزة) خلال حديثه مع مراسل  "الأناضول":"أتوقع أن يكون دور داود أوغلو، في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن قطاع غزة  كبيرا، وأن يعمل على مواجهة الجرائم الإسرائيلية والحرب الشرسة التي تمارس بحق الأبرياء". 

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ السابع من يوليو/تموز الماضي، تسببت بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين.

وأضاف الشيخ خليل:" الشعب الفلسطيني يريد دعما سياسيا من تركيا، لتوضيح حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية".

وأشار إلى أن تركيا هي من "الدولة القليلة التي تساند الشعب الفلسطيني"، بخلاف الدول العربية الأخرى التي يلتزم أغلبها الصمت تجاه ما يجري في قطاع غزة.

وتمنى يحيى حلس (24 عاما)، في حديث مع "الأناضول أن يتمكن داود أوغلو من المساهمة، و الإسراع في وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

وأضاف:"يجب أن تبقى الحكومة التركية ثابتة على مواقفها تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، وفوز أردوغان وترشيح داود أوغلو لمنصب رئاسة الوراء يعطينا الأمل، بأن تبقى تركيا حكومة وشعبًا مساندة لنا".

وبدوره، تمنى ياسر الخطيب (30 عاما) لأن يكون ترشيح داود أوغلو لرئاسة الوزراء سندا للقضية الفلسطينية.

وأعرب الخطيب في حديثه لوكالة الأناضول عن أمله بأن يكون داود أوغلو هو "أردوغان جديد"، وأن يُصدر قرارات جريئة وعاجلة وسريعة تساهم في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويكنّ الفلسطينيون احتراما كبيرا لتركيا لمواقفها الداعمة لهم، بدءا من رفضها لحرب غزة (2008-2009)، ومرورا بتوبيخ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في مؤتمر دافوس نهاية شهر يناير/كانون ثاني2009، واتهامه بقتل الأطفال.

وزاد حادث مقتل 10 متضامين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، على يد الجيش الإسرائيلي قبالة شاطئ غزة، خلال محاولتهم كسر حصار غزة، نهاية شهر مايو/أيار 2010، من شعبية تركيا لدى الفلسطينيين.

ولاقت الخطوات التركية تجاه إسرائيل في أعقاب حادث سفينة مرمرة، إعجاب الفلسطينيين، وخاصة عقب طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، وتجميد العلاقات العسكرية مع إسرائيل، بداية سبتبمر/أيلول2011.

وكان لتركيا دورا كبيرا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة المعروف باسم (حرب عمود السحاب في نوفمبر/تشرين ثاني 2012)، حيث زار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو غزة، تحت وقع الغارات الإسرائيلية، والتقطت صور له وهو يجهش بالبكاء، حزنا على أب فقد ابنته خلال غارة إسرائيلية.

كما دعمت تركيا بشدة، مطلب السلطة الفلسطينية، برئاسة  محمود عباس، في نيل صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2012

وفي الحرب الإسرائيلية والمستمرة لليوم 47 على قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني، وإصابة نحو 10 آلاف، انتقدت تركيا وبشدة إسرائيل، متهمة إياها بش حرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبدأت تركيا، في الأيام الماضية، بإجراءات نقل جرحى قطاع غزة للعلاج في تركيا، حيث استقبلت العشرات منهم في مستشفياتها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!