سيفيل نوريفا - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

نرى اليوم كل من الصين وروسيا وقد تسارعت بهم الخطى في عالم السياسية وفي موازين القوى العالمية، فخطواتهم المتسارعة والمتعاظمة لاستراتيجياتهم في المنطقة جعلتهم الرقم الصعب في الشرق وفي العالم اجمع، ويعزى جزء من هذا التعاظم في سياستهم الى اتحاد شنغهاي الذي بدا مؤخرا كثير النشاط وواسع التأثير، وبسبب الضغوطات التي تقوم بها واشنطن على الدب الروسي نرى ان دول مثل الصين والهند وإيران تستغل هذا الفراغ لتبتكر خطط جديدة للمناورة في ساحات سياسية جديدة وقديمة.

في الشرق نرى العملاقين روسيا والصين وقد نفضو غبارهما ليدخلوا غمار معركة السياسية في سبيل تحقيق مكاسب سياسية اكبر على الصعيد الشخصي او حتى على صعيد المحور الشرقي، ونرى ان ايران صاحبة الخبرة القديمة في فنون السياسية وقد قرئت رقعة الشطرنج وبدأت تناور في مساحتها المسموحة، فخرجت باتفاق نووي زاد من تفاهماتها مع الغرب، لكن المكسب الأكبر هو سعي روسيا والصين الى التقرب منها اكثر، ثم نرى محور تحالف شنغهاي وقد اكتسب مكانته الاقتصادية والسياسية سواء من قوة الأطراف التي يجمعها او من دوره السياسي والاقتصادي الذي يلعبه، ونرى تركيا وقد اصابت المبتغى عندما تسعى جاهدة نحو هذا المحور وهي تبتغي الانضمام الى صفوفه، فاذا نجحت تركيا فيما تسعى اليه فأنها ستزيد درجات في ساحات وميادين السياسية والاقتصاد متأثرة من القوة العالمية التي تكتسبها من تحالف شنغهاي.

يجب على تركيا دخول هذه المجموعة لتخرج من إطار دولة طرف في الغرب الى دولة محور في السياسية العالمية والاقتصاد العالمي، وتستطيع تركيا فرض نفسها في معادلات اسيا عن طريق الاستفادة من الإرث التاريخي والثقافي الحضاري للوجود التركي في اسيا الكبرى، كما وتستطيع الاستفادة من الوجود الإسلامي في هذه المناطق، وفي سبيل تحقيق مبتغاها يجب على تركيا فهم موازنات الصداقة والعداء بين جميع أطراف المعادلة وبينها وبين جميع الأطراف، ولها في المانيا وفرنسا خير مثال في فهم هذه الموازنات.

في النهاية أقول لكل مخاصم أتركوكم من مُهاترات " تركيا تغير محورها السياسي" وما شابهها من كلام فارغ لا طعم ولا لون، تركيا الجديدة لا تحصر نفسها في محاور محددة تُحجم من دورها الإقليمي والعالمي، فرغم كل الحملات العدائية على تركيا في الخمس سنين الماضية فان تركيا لم تركع ولن تركع، وستستمر هذه الحملات المعادية لتركيا وستصمد تركيا رغم كل اشكال العداء المنصب نحوها، فتركيا الجديد لا تقف عند أمريكا واخواتها، تركيا الجديدة ترى خيراتها كلها ولا تُعدم. 

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس