الأناضول

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن أموالا من  قطر وتركيا وأمريكا وجماعة الإخوان تمول مشاريع إعلامية جديدة على الإنترنت "تستهدف النيل من استقرار مصر".

جاء هذا خلال لقاء عقده يوم الأحد في القصر الرئاسي بالقاهرة مع رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة، إضافة إلى رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية).

وخلال اللقاء، حذر السيسي، وهو وزير الدفاع السابق، من "قيام قوى تعمل حاليا على استخدام شبكة الإنترنت لتدمير الوطن من خلال الترويج لأفكار هدامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، بحسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

ومضى قائلا إنهم "لا يتوانون عن صرف عشرات الملايين بل مئات الملايين للترويج لأفكار تستهدف النيل من استقرار مصر عبر هذه المواقع".

وعدد أسماء مواقع قال إنه "يتم حاليا استحداثها على شبكة الإنترنت لإغراء البعض بالمال بنشر مقالاتهم على مواقعها منها (ميديا ليميتيد) و(مصر الآن) و(كالتشر)".

ورأى السيسي، الذي جرى تنصيبه في الثامن من يونيو/ حزيران الماضي رئيسا لمصر، أن "هدف هذه المواقع هو استقطاب العقول المفكرة والنيرة الموجودة في مصر والدول العربية بتقديم مقابل مادي لمن يكتبون من أصحاب هذه العقول فيها".

وردا علي سؤال حول تمويل هذه المشروعات الإعلامية، أجاب بأن "التمويل يأتي من قطر وتركيا وأمريكا والإخوان، وطالب الوطنيين من المصريين لا سيما من الشباب بإقامة مواقع تواصل اجتماعي تحبط هذه المواقع التي تستهدف النيل من استقرار مصر والوطن العربي الكبير التي يتعرض حاليا لمخطط تقسيم غير مسبوق"، على حد قوله.

وردا على اتهامات الرئيس المصري، قالت قناة "مصر الآن"، علي صفحتها الرسمية علي "فيسبوك": "لسنا سوي صحفيين نكتب. نرصد. نحلل. وننقل الصورة كما هي. دون أهواء. أو تحيزات ولكن الصورة أضحت ممتلئة ببقع الدم".

أما قطب العربي، الكاتب الصحفي المعارض والمنتمي لجماعة لإخوان المسلمين، فقال إن حديث السيسي به "معلومات خاطئة".

وأضاف العربي، في بيان علي "فيسبوك"، إن "اسم مجلة (كلتشر) لم يسمع عنها أحد، وقناة مصر الآن التي يستعد الإخوان لإطلاقها لم تظهر للنور بعد".

وخلال حديثه مع الصحفيين اعتبر الرئيس المصري أن "الصحافة والإعلام يخوضان الآن مهمة مشتركة مع الحكومة المصرية في مواجهة المخاطر الجسيمة التي تحيق حاليا بالوطن على المستويين الداخلي والخارجي".

وتابع أن "هذه المخاطر لا تستهدف نظام الحكم ولكن تستهدف تدمير وطن ودولة ذات تاريخ عريق ينتظرها مستقبل مشرق".

وأضاف أن "الخطر القائم حاليا يستهدف زعزعة ثبات الدولة المصرية واستقرارها وعلى الإعلام مساندة الدولة في مواجهة هذا المخطط الهدام".

ورأى السيسي، الذي أطاح، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013، أن "الحفاظ على استقلال الدولة المصرية يتطلب أداء متسارعا من الدولة وأجهزتها لتحقيق مطالب واحتياجات الشعب المصري العظيم، لكن ذلك يتطلب تفهما كاملا لجهود الدولة من جانب الصحافة والاعلام لإبراز هذه الجهود".

وقال إن "أحدا لا يستطيع أن يقهر الشعب المصري أو يمس استقرار وثبات بلدهم طالما كان المصريون على قلب رجل واحد".

وتطرق السيسي إلى سد النهضة الإثيوبي، الذي يقام على أحد روافد نهر النيل وتسبب في أزمة بين البلدين، حيث تخشى القاهرة أن يؤثر على مواردها المائية.

وأضاف أن مصر تعمل حاليا على ألا ينزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالح مصر المائية أو ينتقص من حصتها المائية التاريخية.

ومضى قائلا إنه في سبيل ذلك لا يمانع في أن يذهب إلى إثيوبيا مرة ومرتين بل وثلاث مرات حتى يتم حل المشكلة بشكل يحافظ حفاظا تاما على حصة مصر من مياه نهر النيل.

كما تطرق الرئيس المصري إلى الجدل الإعلامي المتصاعد بشأن ما يتردد عن تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل، وقال إن "مصر لا تصدر الغاز لإسرائيل ولم تستورد منها غاز".

وفيما تتعلق بالمخاوف من تنظيم "الدولة الإسلامية"، والذي سيطر على مساحات واسعة داخل العراق وسوريا مؤخرا، وظهور كيانات وتنظيمات مرتبطة به أو على غراره، قال السيسي إنه لا يبالي بـ"داعش" أو بما يسمى "دالم" (الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر) طالما أن هناك شعبا مصريا يقف خلف جيشه".

وأضاف أن "داعش إيه (ما هو) طالما خليت بالك (تولي اهتمامك) يا مصري من جيشك، فإن أي شيء سيتم دهسه وفرمه مهما كانت قوة هؤلاء".

وبشأن القضية الفلسطينية، قال الرئيس المصري إن بلاده "لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية، وموقفها ثابت وهو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ودعا السيسي إلى "ضرورة أن يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزا لحل القضية الفلسطينية حلا شاملا"، في إشارة إلى حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الماضي، وأودت حتى اليوم بحياة ما لا يقل عن 2109 فلسطينيين، معظمهم مدنيون، مقابل مقتل 64 عسكريا وأربعة مدنيين إسرائيليين، بحسب بيانات رسمية.

ومضى السيسي قائلا إن "مصر تحاول حاليا استغلال ما حدث من مآسي في غزة لحل القضية الفلسطينية.. مصر تبذل قصارى جهدها لحل القضية الفلسطينية ولن تتوانى عن تلبية المطالب الإنسانية للأشقاء في غزة من خلال معبر رفح" الحدودي بين مصر والقطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ عام 2006.

قبل أن يستدرك بقوله إن "الأمر يتعلق في نفس الوقت بالأمن القومي المصري"، رافضا "من يُقصرون كل ما حدث في غزة على قضية معبر رفح فقط".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!