مصطفى كرت اوغلو - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

قرأنا قبل يومين على "ستار" خبرًا يقول بين طياته إن الأهداف التي ضربتها القوات التركية في جبل قنديل كانت مقدمة من المخابرات المحلية بنسبة مئة بالمئة، فالأهداف التي توزعت بين أهداف استراتيجية لمواقع قيادة وتحكم وأهداف لوجستية تمد التنظيم الإرهابي بما يحتاجه وبمعلومات عن أماكن إخفاء بعض القيادات لأموال خاصة بالتنظيم الإرهابي.

بدأت العملية كما أظهرت التقارير بالرصد وتحديد الأهداف وكانت هذه مهمة المخابرات المحلية، من ثم تم التأكد من الأهداف عبر الطائرات بدون طيار، ثم جاءت الضربات السريعة بطائرات أف 16. بينما كانت الحكاية في السابق تمر عبر المخابرات الإسرائيلية ومن ثم موافقة القيادة الأمريكية ثم من بعدها يكون الضرب؛ الأمر الذي يؤدي لفقدان الضربات تأثيرها الحقيقي وضياع عنصر المفاجأة للإرهابيين بسبب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مع حزب العمال الكردستاني سابقا، وما كلام جون ستيوارت في برنامجه الكوميدي عنا ببعيد.

لم يقتصر نجاح المخابرات التركية على تحديد أماكن الأهداف ومدى دقّتها، بل تجاوز ذلك بكثير ليحدد معلومات دقيقة وتفصيلية عن القدرات اللوجستية والقدرات العسكرية والمعسكرات والمخيمات وغيرها من المعلومات المهمة الحساسة. فقد أظهرت معلومات المخابرات الدقيقة ان عملية الدعم الأساسية للتنظيم الإرهابي تأتي من إيران عبر سليماني إلى طالباني.

لقد ظهر الاختيار الصريح والواضح المفضوح لأكراد سوريا؛ الذين اختاروا جانب الأسد عندما أرسل لهم رسالة في بداية الثورة المسلحة، فكما صرح احمد قاسم ممثل المعارضة السورية في إسطنبول بأن أكراد سوريا وبقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي وعلى رأسه مسلم عقدوا اتفاقهم مع النظام البعثي ثم مع الإيرانيين في طهران، وكان مما اشتملت عليه بنود الاتفاق مع إيران أن يكون الدعم لحزب العمال الكردستاني كما هو الحال لحزب الاتحاد الديمقراطي.

أما الصدفة الكبيرة في هذه القصة فهي أزمة الرئاسة التي يعيشها إقليم شمال العراق، فانقلاب سياسي بقيادة الجنرال قاسم سليماني الذي يقود الجبهة الشيعية في العراق ويقود حزب البعث السوري وحزب الله اللبناني؛ فنراه اليوم يقود الانقلاب السياسي على برزاني داعما لطالباني؛ برزاني الذي دعم حرب تركيا على الإرهاب، ووقع اتفاقيات النفط مع تركيا، ورفض إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي لمناطق شمال سوريا.

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس