الأناضول

أوضح الرئيس التركي "عبد الله غل"، المنتهية ولايته في 28 آب/ آغسطس المقبل، أنه حافظ على حياده بين جميع الأحزاب خلال فترة رئاسته للجمهورية التركية، رغم امتلاكه هوية سياسية.

جاء ذلك في رسالة وداع للشعب، نشرها على موقع رئاسة الجمهورية التركية في شبكة الإنترنت، قال فيها إنه عمل - منذ انتخابه رئيساً من قبل مجلس الأمة الكبير (البرلمان التركي) الذي يعتبر الممثل للإرادة الوطنية - على فتح أبواب "جانقايا" (القصر الرئاسي) أمام الشعب، وتعزيز اللحمة بين الدولة والمواطن، والسهر على تطبيق الدستور وضمان تحقيق الانسجام بين مختلف مؤسسات الدولة.

وتابع غل: "لقد مثلت دولتنا وأمتنا في الخارج بشكل يليق بقوتها وكرامتها، وطالبت المجتمع وكافة الهيئات الحكومية بإيلاء أعلى درجات الاهتمام لضرورة ترسيخ مبادئ الديمقراطية والعلمانية والمحافظة على القيم الاجتماعية واستقلال القضاء وسيادة القانون وحرية الصحافة ووسائل الإعلام في دولتنا، لأننا بتلك المبادئ وحدها سنكون قادرين على صيانة وحدتنا الوطنية، وبذلت كل الجهود الكفيلة بتنمية وتعزيز الديمقراطية ومتطلباتها، من احترام حقوق الإنسان، وتكافؤ الفرص في التعلم، والحكم الرشيد، والمساواة بين الجنسين، ونشر تلك المفاهيم في منطقتنا والعالم".

وأشار غل، إلى أنه تابع خلال فترة رئاسته للجمهورية مسيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي حققها خلال توليه مناصب رئاسة الوزراء ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، مشدداً على أنه آمن منذ بداية حياته السياسية، بأن تطبيق جميع عناصر الديمقراطية في تركيا ذات الهوية الإسلامية، سيشكل مكسباً حقيقياً وكبيراً للعالم الإسلامي وللسلام العالمي، وأن ذلك دفعه نحو الاهتمام بعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وختم غل بالقول: "لقد شددت دائماً على ضرورة الابتعاد عن الاستقطاب، والتوجهات الانتقامية، لأنني آمنت من كل قلبي بأن جميع الأديان أو المذاهب أو المعتقدات أو الآراء التي يؤمن بها مواطنونا دون استثناء، تشكل مصدر تنوع وثراء لهويتنا، وتماشياً مع هذا المنطلق، عملت على بناء جسور التواصل والحوار مع جميع شرائح المجتمع، كما ناضلت ودعمت جميع الجهود الرامية لوضع حد للتطبيق غير الصحيح للعلمانية، مستنداً إلى إيماني بأن حرية الاعتقاد والعبادة جزء لا يتجزّأ من الحقوق الأساسية والحريات العامة، وقمت بزيارة أول بيت للجمع (المكان الذي يمارس فيه أبناء الطائفة العلوية شعائرهم الدينية في تركيا)، وشاركتهم في مأدبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، كما اهتممت بقضايا المواطنين غير المسلمين ومشاكلهم، ولم أتوان عن تهنئتهم في أعيادهم ومناسباتهم الدينية". 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!