كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تعيش المنظمات الارهابية ايامها الوردية في الأوساط التركية هذه الأيام، فلم يكن للإرهاب والإرهابيين دعم ومُعين من الاعلام والسياسيين على مر التاريخ مثل الدعم الذي نعايشه هذه الأيام، فالتنظيمات مثل حزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الثوري الشعبي وغيرهم يعيشون أحلام رومنسية من أثر حُمّى إضفاء الشرعية عليهم التي تقوم بها وسائل اعلام واوجه سياسية مشبوهة، ويعمل التغيير الديناميكي الحيوي المستمر في موازين القوى الى تغيير الحسابات؛ الامر الذي أتاح المجال لهذه التنظيمات الإرهابية.

في تسعينات القرن الماضي كان حزب العمال الكردستاني بيدق حر بين ايدي اللاعبين من اجل الضغط على انقرة؛ بينما اليوم نرى ثنائية حزب العمال الكردستاني مع حزب الشعوب الديمقراطي هو من يقوم بهذا الدور.

قبل الانتخابات الأخيرة التي حصلت في 7 حزيران الماضي كانت المعارضة قد اتفقت وقررت بان تتكاتف من اجل اضعاف حزب العدالة والتنمية ومحاولة اسقاطه؛ وظهرت ثمرة هذه الجهود في نتيجة الانتخابات الاخيرة؛ الامر الذي شجعهم للمضي قدما في خطواتهم؛ فعمدوا الى ابراز ثنائية حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية بينما هم يؤدون مناوراتهم ويدعمون الاخير بما يمكنهم، فكما قرات البارحة في صحيفة الجمهورية لمقال حاول الكاتب اظهار التعاطف والدعم لإرهاب حزب العمال الكردستاني، نسمع كذلك نفس الالحان والترانيم ذاتها في اعلام الجماعات القومية والتنظيم الموازي!

يسعى كلا من حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية للعب كل ما قد يتوافر له من أوراق لعب ومناورات سياسية او حتى عسكرية، فبعد الانتخابات الأخيرة رأى حزب الشعوب الديمقراطية ان العمل السياسي والاجتماعي من حشد وتعبئة قد بدأ يؤتي أُكله؛ فزادوا من وتيرتها وارفقوها بتكتيكات أخرى؛ مثل زيادة الضغط الاجتماعي على كل الاكراد الذين لا يؤيدون أيا من الحزبين ووصفهم ب "الخائنين".

يسعى حزب العمال الكردستاني الى إيجاد نقاط ومفاصل القوة في الساحة التركية؛ الامر الذي قاده الى الدولة العميقة او ما هو متعارف بين الناس بالتنظيم الموازي. فبعد الحملة الكبيرة التي قادها اردوغان وحكومة العدالة والتنمية على التنظيم الموازي ادى ذلك الى خلق فراغ في الدولة العميقة؛ الامر الذي دفع الأخير الى بحث ودراسة خياراته؛ وهي التي قادته الى حزب العمال الكردستاني، فبعد نجاحات الانتخابات الأخيرة كانت لغة الحوار والتقارب بين الطرفين في مستوى اخر!

في سياق حملتهم على حكومة العدالة والتنمية انطلقت جوقة المعارضة وفي مقدمتهم حزب العمال الكردستاني وذراعه السياسي حزب الشعوب الديمقراطية بشعارات مثل: " الحرب بدات من قصر اردوغان، وهو نفسه من أعلن انتهاء محادثات السلام". تأتي هذه الحملة في موازاة حملتهم بأنهم المنقذون الجدد لتركيا؛ فهم من سينقذها من دكتاتورها اردوغان وحزبه العدالة والتنمية! في نفس الوقت نرى تلك الوسائل الإعلامية وقد طرحت موضوعاتها التي تعتقد بانها ورقتهم الرابحة في المواجهة، وكان في مقدمة تلك الأوراق ما ذكرناه من رمي كل التهم على اردوغان؛ واهمها تهمة انهاء محادثات السلام، فهل حقا هذا ما حصل؟ وهل هذه هي مشكلتنا الحقيقية؟

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس