جلال سلمي - خاص ترك برس

الثقافة هي الحضن المحتضن للغلة والهوية والقيم الاجتماعية لمجتمع ما، وبالعادة تكون الثقافة مختلفة ما بين مجتمع وآخر وما بين جماعة وأخرى من حيث جميع عناصر المكونة من الثقافة من لغة وهوية وقيم اجتماعية وهذه هي السنة الربانية التي خلق على أساسها البشر ويشير إليها الله عزوجل في كتابه الكريم "خلقانكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وكتعريف أكثر شمولية للثقافة يُعرفها الباحث الاجتماعي محمد الفيضي، في دراسة اجتماعية له بعنوان "تعريف الثقافة وعناصرها" نُشرت بتاريخ 12 آب/ أغسطس على موقع موضوع الإلكترني، بأنها "هي التراث الفكري الذي تتميز به جميع الأمم عن بعضها البعض، حيث تختلف طبيعة الثقافة وخصائصها من مجتمع لمجتمع أخر، وذلك للارتباط الوثيق الذي يربط بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري، كما أن الثقافة تنمو بنمو الحضارة الأممية وتتراجع مع الإنحطاط والتخلف الذي يصيب الأمة، وتعتبر الثقافة المعيار الأساسي الذي يُعبر عن مدى المستوى الحضاري للأمم".

والآن في يومنا بعدما أصبحت العولمة أحد أشهر المميزات التي تميز العصر الذي نعيش به أصبح التداخل الثقافي والاختلاف الثقافي بارز وبالتالي أصبح هناك حاجة مُلحة لإجراء الكثير من الدراسات الاجتماعية والثقافية المهتمة بتلك المواضيع لإحداث توافق ثقافي ولتزويد البشرية بأبحاث ثقافية تُسهل مستوى استيعابهم للثقافات الأخرى في ظل الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يحتاج للانفتاح الثقافي واللإلمام بالثقافات الأخرى.

ومن مراكز الأبحاث التركية المُهتمة بذات الشأن مركز الأبحاث الثقافة العالمية "توكام" المهتمة بالأبحاث السياسية الثقافية والاقتصادية الثقافية والفكرية الثقافية. وتأسس توكام جراء التقاء العديد من الأكاديميين المختصين بمجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الإنسان والعلوم السياسية، حيث قرر الأكاديميون الملتقون إلى تأسيس توكام لمواكبة الأبحاث الثقافية العالمية للحاق في عجلة التطور والانفتاح العالمي المتنوع بعد دخول العالم في مرحلة العولمة الشاملة.

ـ أهداف توكام:

ـ مواكبة الانفتاح العولمي وتزويد المجتمع ومتخذي القرار التركيين الأبحاث والدراسات الثقافية الضرورية التي على أساسها يمكن تحقيق الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

ـ نشر الأبحاث الثقافية المتعلقة بالاختلاف بالثقافي الداعية للتسامح الثقافي وقبول الاختلاف الثقافي وعده غناء ثقافي يستدي التعايش وليس الاصطفاف.

ـ نشر الوعي عن مدى أهمية السلوكيات الثقافية في التأثير على متخذي القرار في جميع الدول حول العالم وتبيين كيفية إمكانية التعامل مع هذه السلوكيات بنجاح وبراعة.

ـ مبادئ أوكام:

لتحقيق تلك الأهداف فإن أوكام يتمتع بالعديد من المبادئ التي ترسم أسس العمل والبرامج الخاصة به ويمكن ذكر تلك المبادئ كما هو مُبين على الصفحة الرئيسية لأوكام بالشكل التالي:

ـ الموضوعية والشفاهية في العمل والبعد عن العواطف القومية والدينية والانتمائية.

ـ دعم الالتقاء الثقافي ودحض ادعاءات الصراع الثقافي.

ـ الاستقلالية في العمل.

ـ الاعتماد على المصادر الموثوقة.

ـ أنشطة ومجالات عمل أوكام:

يعمل أوكام في إطار الأهداف والمبادئ المرسومة في عدة مجالات:

ـ تحليل السياسة الخارجية وفقا ً للعلوم الاجتماعية والسلوكية الثقافية.

ـ إعداد أبحاث تطوير العلاقات الاقتصادية المعتمدة على الأسلوب الثقافي الناعم.

ـ تطوير السلوكيات العملية الثقافية والوعي الثقافي العالمي لدى المواطنين الأتراك.

ـ إعداد الأبحاث الخاصة بالسياسة الداخلية ومدى استخدام الأحزاب والمؤسسات السياسية التركية للأساليب الثقافي في إطار تحقيق ماتهدف لإنجازه.

ـ نشرات وأنشطة أوكام:

يعمل أوكام على نشر أبحاثه ودراساته باللغتين الإنجليزية والتركية على شكل تقارير ومقالات ومجلات دورية وكتب إلكترونية ومطبوعة، وكما يقوم أوكام بتنظيم مؤتمرات ودورات ثقافية واجتماعية دورية في عدة مناطق داخل تركيا وخارجها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!