خاص ترك برس

تقع أسفل الصخرة بإحدى عشرة درجة من الناحية القبلية مغارة شكلها قريب من المربع، يبلغ طول أضلاعه أربع أمتار ونصف بارتفاع ثلاثة أمتار، وفي سقفها فترة قطرها متر واحد وقفي داخلها محرابان.

الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني

يرتفع كل محراب على عمودين من رُخام، محراب على اليمين ومحراب على اليسار، وُضِعا في الفترة الأيوبية وتم تجديدهما فيما بعد، وفي الرّكن الشمالي للمغارة صُفَّة تسمى باب الخليل، وأرض المغارة مفروشة بالرّخام. وهي تجويف طبيعي وجزء لا يتجزّأ من المسجد الأقصى المُبارك.

تقع الصّخرة النّاطقة تحت القبّة وفي وسطها بالضّبط، وهي عبارة عن قطعة ضخمة من الصّخر غير منتظمة الشّكل طولها من الشّمال إلى الجنوب 17,70 مترًا وعرضها من الغرب 13,50 مترًا، وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن فرش القبّة بمقدار 1,50 مترًا وحولها درابزين من الخشب المنقوش والمدهون، وحول الدرابزين مُصلّى.

تعرّضت الصّخرة في فترة الاحتلال الصليبي إلى تقطيع الأجزاء العلوية منها حيث كان الرّهبان يقطعون شقفًا من الصخرة ويبيعونها للحُجّاج النّصارى قدر وزنها ذهبًا. وعندما حرّر صلاح الدين القُدس والأقصى أعاد الصخرة إلى وضعها الطبيعي، وأمر برشّها كل ليلة جمعة بماء الورد وأجمل العطور.

الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني

وقد أُثيرت حول الصّخرة خرافات عديدة منها أنّها لحقت بالنّبي في معراجه وغيره من الأقاويل التي لم تصح مطلقًا، ويكفينا في هذه الصّخرة قول الله عز وجل: "واستمع يوم يُنادي المُنادي من مكان قريب" (سورة ق 41)، قال جمهور العلماء إن المكان الذي ينادَى منه إلى الحشر والقيامة هي صخرة بيت المقدس ويكفينا أن قدما نبيّنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مشت عليها وعرجت من فوقها.

يبدو للنّاظر أن شكل الصخر يُشبه إلى حد كبير شكل أساسات الكعبة المُشرّفة فهي مربّعة الشكل وفي جهتها الجنوبية تأخذ شكلًا نصف بيضاوي أشبه بحجر إسماعيل، إلا أن العبث في الصخرة قلّل من الاطّلاع بشكل واضح على طبيعتها الأصلية، والوارد أن الفتحة الدائرية هي المكان الذي ربط به نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم البُراق حينما عرج به، واليوم بها مصباح كهربائي.

الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني

أمّا المبنى الصغير الذي في الجهة الغربية الجنوبية فهو عبارة عن مبنى أقامه مُحافِظ القدس "قرة قولاق حاجي مصطفى" في عهد السّلطان "أحمد الثالث" ابن السّلطان "محمد الرابع"، وفي عهده تمّ إهداء المسجد الأقصى ومسجد الجزّار والمسجد الحنبلي شعرات للنّبي صلى الله عليه وسلّم. وما زالت شعرات النّبي محفوظة في قارورة، وهذه القارورة محفوظة بداخل هذا المبنى، ويتولّى آل الشّهابي خدمة هذه الشعرات، وتخرج القارورة  في ليلة القدر حتى ينظر إليها الناس ويتبرّكوا بها، كما يوجد في أسفل القبّة مكان يُقال أنّه مكان قدم الرسول الكريم ويقوم السّدنة بوضع الطّيب فيه باستمرار.


* المصدر: "القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر" لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا)

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!