ولاء خضير - خاص ترك برس

تُعتبر تركيا واحدة من الدول التي تجمع على أرضها قوميات، وأعراق، ومذاهب متعددة، قدموا إليها من شتى أنحاء العالم، ويمكن الجزم بأن تركيا نجحت إلى حد ما بجعل هذه الاختلافات عامل تعايش مشترك، دون تحولها إلى عامل تفتيت للمجتمع.

إلا أن واقع التطورات الأخيرة، ومما تشهده البلاد من أعمال إرهابية، تُظهر أن مسألة تعدد القوميات باتت تشكل عاملًا ضاغطًا بقوة على النظام في تركيا، وأن الحكومة التركية تحاول جاهدة، البحث عن أشكال جديدة، تُوفق بين التطلعات الخاصة للقوميات، وبين الحفاظ على تركيا موحدة كيانًا ومجتمعا.

وتتنوع القوميات، والمذاهب، والطوائف في تركيا باختلاف عرقي، فضلًا عن الديني واللغوي، ويشكل الأتراك أكبر نسبة عرقية للسكان بحوالي 70-75%، أما عن باقي القوميات، وتوزيعهم الجغرافي، فهو كالتالي:

الأكراد

يشكل الأكراد في تركيا ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد الأتراك، ويتواجد الأكراد كأقليّات، رغم كثرتهم، التي تتراوح ما بين 20 إلى 23 مليون نسمة.

ويتركز تواجد الأكراد في جنوب شرق تركيا، وكذلك في دولٍ أخرى، ويشغل الكرد 19 ولاية من الولايات التركية، البالغ عددها 81 ولاية.

ويعتنق معظم الأكراد الإسلام على المذهب السنّي الشّافعي، والقليل منهم على المذهب الشيعي، كما أنّ جزءًا منهم يعتنق الدّيانة المسيحيّة، أو اليزيدية، أو غيرها.

ويتحدّث الأكراد اللغة الكرديّة، الّتي تنتمي إلى فرع اللغات الإيرانيّة، كما أنّ الغالبية يتحدّثون اللغة التركية، ومنهم من يتحدث بلغات أخرى، مثل : اللغة العربيّة، واللغة الإيرانيّة، وغيرها. ويطلق عليهم لقب "أتراك الجبال".

الشركس

يشكل الشركس إحدى قبائل شمال غرب القوقاز، التى هُجرت من بلادها على يد الروس فى العام 1864، بعد إبادة جماعية تعرضوا لها، وتبعتها عمليات هجرة قسرية، واستقبلتهم الإمبراطورية العثمانية، ووطنتهم في أراضيها.

ويعيش الشركس في داخل وشرق الأناضول، وفي بعض مناطق البحر الأسود، وفي إقليم (مرمرة)، وبعض المدن والقرى التركية، ومنها أنقرة، وإسطنبول، وإزمير، والريحانية، وصقاريا، وقونية، وأفيون، وأنطاكيا، وغيرها.

واللغات التي يتكلم بها الشركس هي الشركسيّة، وبنسبة أقل اللغة الأبخازية، ونظرًا لاعتناقهم الدين الإسلامي، على مذهب الأغلبية التركية السنية الحنفيَّة، فهم في وئامٍ مع أكثرية السكان من العرق التركي.

ويبلغ عدد الشراكسة في تركيا اليوم، بما يقارب 2,5 مليون حسب بعض الاحصائيات الأخيرة للشركس فقط، ولكن العدد الذي يتداوله الأكثرية وهو 7 مليون، لكن يشمل هذا الرقم جميع شعوب القوقاز في تركيا.

كما تذكر بعض المصادر، أن الكبار في السن من الشركس، الذين يعيشون على شواطئ البحر الأسود، يمتنعون عن تناول السمك، لأنهم لا يريدون الأكل من السمك الذي افترس جثث أهلهم التي ابتلعها البحر، أثناء مأساة الحرب الدامية، وهجرتهم.

البوشناق

البوشناق أوالبوسنيون، هم مسلمو البوسنة والهرسك، ومناطقهم الرئيسية البوسنة والهرسك بما نسبته (48%).

وقد هاجر الكثير من المسلمين "البشناق" إلى البلاد الإسلامية، لا سيما إلى تركيا، بعد معاهدة أدرنة، واحتلال النمسا لبلادهم عام 1829، وأيضًا بسبب أعمال التطهير العرقي التي قام بها الجيش اليوغسلافي ضدهم في عام 1918، والمجازر التي ارتكبتها مليشيات صربية ضد مسلمي البوسنة في عام 1995.

وتربط تركيا علاقة وثيقة بدولة البوسنة، إذ ازدادت كثيرًا الاستثمارات التركية في البوسنة على مستوى المصارف، والتعليم، والتجارة، والمشاريع الصغيرة.

 كما ازدادت السياحة التركية الى البوسنة، مع الترويج للبوسنة في الصحافة التركية، بما تمثله بالنسبة إلى الإرث العثماني، من جوامع وتكايا ومدارس وغيرها، حتى أصبحت اللغة التركية مسموعة على مدار الساعة، في العاصمة ساراييفو القديمة (العثمانية)، التي تحيط بجامع الغازي "خسرو بك".

العرب

تبلغ نسبة العرب الإجمالية في تركيا 12% من إجمالي السكان، ويقدر عددهم بحوالي 8 ملايين عربي، وهم في تزايد مستمر بسبب موجة اللجوء الحاصلة إلى تركيا، خاصة إلى المدن الكبيرة، ويتركز السكان العرب في لواء الإسكندورن ذي الأغلبية العربية.

السّريان

يعتبر السّريان من الأقليات الدينية المتواجدة في تركيا، وهم يدينون بالأرثوذكسية، ويذكر أن تعداد السريان في تركيا يبلغ حاليا 25 ألفا، يقيم أكثر من 85% منهم في إسطنبول، بينما كان وجودهم التاريخي يتركز في ماردين جنوب تركيا.

ويتحدث السّريان الأتراك اللغـة السّريانية، ولهجات أخرى مشتقة من اللغة الآرامية.

 وسمحت الحكومة التركية لهم في كانون الثاني/ يناير من العام 2015، ببناء أول كنيسة على الأراضي التركية، فكانت من نصيب طائفة السريان الأرثوذكس، التي سُمح لها ببناء أول كنيسة في مدينة إسطنبول، في قرار هو الأول من نوعه منذ أكثر من 90 عامًا.

اللّاز "Lazlar"

يقارب عدد أفراد "اللّاز" مئة وخمسين ألفًا، ويرفعهم البعض إلى 250 ألفًا، ويقطن القسم الأعظم منهم في المناطق المحاذية للبحر الأسود من تركيا، ولا سيما محافظتي "ريزه" و"أرطوين".

ويدين اللّازيون بالمذهـب الإسلامي السني الحنفي، وهم بذلك على انسجام مع مذهب الغالبيـة التركية، ويتحدثون باللغة اللازية، فضلًا عن لغة البلاد التركية.

وهم كمجموعة عرقية متمايزة، شرعوا في السنوات الأخيرة في محاولة إقامة مؤسسات ثقافية تعبّر عن هويتهم، في ظل اتِّساع النقاش الداخلي في تركيا، حول خصوصية المجموعات العرقية والمذهبية.

الأرمن

يُعدُّ الأرمن من أقدم الشعوب التي سكنت مناطق القوقاز الجنوبية، وشرق بلاد الأناضول، وعندما أسّس الأتراك العثمانيون دولتهم عام 1300 ميلادية، انخرط الأرمن في الدولة الجديدة، فكان لهم حضور قوي في مختلف المجالات.

غير أن الحرب، والنزاعات القومية التي هبت على السلطنة العثمانية، منذ أوائـل القرن التاسع عشر، واشتدت في أواخره ومطلع القرن العشرين، أفسدت العلاقـة الجيدة تاريخيًا بين الأرمن وقادة السلطنة، وباستثناء حالات قليلة، فإن مشاركة الأرمن في الحياة السياسية التركية معدوم تقريبًا.

والآن لم يبقَ في تركيا من الأرمن سوى بضعة آلاف، تتفاوت التقديرات حول عددهم من خمسين إلى ثمانين ألفًا، تعيش أكثريتهم الساحقـة في إسطنبول، وجزر مرمرة، وإزمير.

ويتحدث هؤلاء جميعًا اللغة الأرمنية، فيما يتوزعون مذهبيًا على ثلاث كنائس: الكنيسة الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية الرومية، والكنيسة البروتستانتية.

الجورجيون

يتمركز الجوروجيون بصورة رئيسية في ولايات أوردو، وآرتفين، وسامسون، بمنطقة البحر الأسود، إلى جانب مناطق مرمرة، غالبية الجورجيين من المسيحيين، الذين ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية، ومنهم كذلك مسلمّون، ويبلغ عددهم حوالي مليون نسمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!