جلال سلمي - خاص ترك برس

"يجب أن تعلم دول الاتحاد الأوروبي بأن مشكلة اللاجئين السوريين ليست مشكلة يمكن حلها بإعطاء جزء من هؤلاء اللاجئين حق اللجوء بل هي مشكلة تحتاج إلى حل جذري كامل يشمل إنهاء النظام السوري ويقيم منطقة أمنية عازلة لهم إلى حين إنهاء هذا النظام بالضبط حسب ماتراه التجربة التركية حل مناسب لذلك".

رأى وسمع الجميع ماحل باللاجئين السوريين الذين يبحثون عن الأمن والحياة الكريمة خلال رحلات موتهم من تركيا وليبيا وغيرها من نقاط إنطلاق إلى اليونان وإيطاليا ومنها إلى جميع أنحاء الدول الأوروبية، وارتأت الكثير من الدول الأوروبية، وعلى رأسهم ألمانيا، بأن حل هذه القضية يمكن أن يتم من خلال تقاسم الدول الأوروبية حصص معينة من عدد اللاجئين القادمين لأوروبا، وبعدها أعلنت المستشارة الألمانية ميركل بأن "ألمانيا استقبلت 20 ألف لاجئ وبذلك تصل ألمانيا إلى الكمية القصوى التي تستطيع استقابلها".

وفي تعليق للباحث السياسي كيليج بوغرا قانات يتصل بتصريحات ميركل على حصة اللاجئين السوريين من خلال مقال تقييمي له نُشر في جريدة ستار التركية بتاريخ 13 أيلول/ سبتمبر يبين قانات بأن "تصريحات ميركل أكدت نية ميركل استقطاب عدد من اللاجئين الذين تحتاج إليهم ألمانيا لسد حاجتها في توفير الأيدي العاملة اللازمة لها وكما تبين مدى جهل الدول الأوروبية مُمثلة بميركل بالقضية السورية وما نتج عنها من نكسة قرنية تُسمى مشكلة اللاجئين السوريين، تحسب الدول الأوروبية من خلال تصريحات قادتها بأن حل قضية اللاجئين السوريين يتم من خلال تقاسم عدد جزئ منه".

وحسب قانات "تأخرت الدول الأوروبية جدًا في إيجاد حل مناسب لقضية اللاجئين السوريين وعندما حاولت إيجاد حل مناسب حرصت على استيعاب قدر من هؤلاء اللاجئين لاستخدامهم في تغطية نقص الأيدي العاملة الموجودة لديها لتثبت تماديها في عدم  نيتها الصادقة لحل المشكلة السورية كما تسعى تركيا التي تحاول حل القضية بشكل جذري من خلال الشروط الثلاث التي قضتها للدخول في التحالف الدولي وهذه الشروط كانت واضحة وبسيطة وهي إقامة منطقة أمنية عازلة لإيواء اللاجئين بها وفرض حظر طيران على النظام السوري فوق هذه المناطق لضمان الأمن لهؤولاء اللاجئين ومن ثم القضاء على النظام السوري بشكل كامل".

ويؤكد قانات بأن "اختبار تركيا مع قضية اللاجئين كان صعب جدًا ولكن تبين بعد ذلك بأن تركيا الدولة الأولى والأهم التي استطاعت تخطي هذا الاختبار بنجاح من خلال إيجاد حل استراتيجي وملائم للقضية التي يعاني منها اللاجئين الذين هم بحاجة إلى عطف إنساني وليس عطف قائم على المصالح الوطنية كما تسعى الدول الأوروبية".

وفي نهاية تقييمه يوضح قانات بأن "على اللاجئين السوريين أيضًا التحمل والمثابرة بعض الشئ والوقوف بجانب تركيا لحل قضية بلادهم وأن يكون هدفهم هو العيش في سوريا أولًا وأخيرًا وليس الهجرة إلى الدول الأوروبية بهدف الحصول على العيش الرغيد المشبوه وفي الدول التي تقدمه".

ويشير الكاتب في صحيفة يني شفق التركية عاكف إيمره، في مقال سياسي له بعنوان "أي لاجئ مقبول؟" نُشر بتاريخ 12 سبتمبر 2015، بأن "الدول الأوروبية لن تخلع ثوبها القائم على المصالح القومية في أي يومٍ من الأيام ويجب على اللاجئين السوريين الفارين إلى هناك أن يعوا بأن ليس جلهم مقبولين بالنسبة للدول الأوروبية هناك معايير ومقاييس على أساسها تتحرك هذه الدول وأنظمتها".

ويُضيف إيمره أن "خطابه يمكن أن يُحضر سخط بعض اللاجئين أو الدعمين لقضيتهم عليه، ولكن يؤكد إيمرا بأن "هذا اللفت الذي يقدمه بخصوص السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين هو لفت عبارة عن نصيحة مبنية على دراسات سياسية واقتصادية وجيو استراتيجية".

ويبين إيمره بأنه "حان الوقت الذي يجب على الدول الأوروبية به التخلي لو بالشيء القليل عن مصالحها من أجل مساعدة تركيا ذات التجربة والحل الأنجع تجاه القضية السورية، تركيا استقبلت اللاجئين السوريين على أساس إنساني وسمحت لهم بالتنقل والعيش بالشكل الذي يرغبون وسعت تركيا لإيجاد حل جذري لقضيتهم على أسس إنسانية وعادلة، ليس مدحًا لتركيا ولكن يجب عدم إغفال أهمية التجربة التركية التي استطاعت تفهم الوضع السوري دون أي مصالح قومية بل على أسس إنسانية بحتة".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!