كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام  - ترجمة وتحرير ترك برس

بعد زيارة هيئة حزب الشعوب الديمقراطي لجبل قنديل، قام الأخير بطلب "وقف إطلاق نار" من الدولة التركية، وهنا نتساءل، ألم يكن هناك وقف إطلاق نار إلى زمن قريب؟ ألم يفز حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات 7 حزيران/ يونيو بـ80 مقعدا بعد حصوله على أصوات بلغت 13% من الناخبين، ثم قام حزب العمال الكردستاني باختراق وقف إطلاق النار؟ بسبب حجة "السد العسكري"؟

لكن بعد طلبهم الآن لوقف إطلاق النار، نتساءل، وماذا سيحصل "للسدود العسكرية" التي كانت سببا في إعلانكم انتهاء وقف إطلاق النار؟ فأنا لم أجد أي طلب حول هذا الموضوع ليكون سببا في إعلان حزب العمال الكردستاني الآن وقف إطلاق النار، هل أوقفت الدول إنشاء "السد العسكري"؟ حتى يطلب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار؟

صحيح، كانوا يتحدثون أيضا عن "حرب شعبية ثورية"، ألم يعلن حزب العمال الكردستاني عن بدء "الحرب الشعبية الثورية"؟ على ما يبدو بدأت هذه "الحرب الشعبية" بسرعة وستنتهي بسرعة؟ وماذا سيحصل للذين قتلوا منكم وقتلتموهم أنتم؟ ماذا سيحصل لمن دمرتموهم وحرقتموهم وقضيتهم عليهم؟

قمتم بإفشال وقف إطلاق النار بالأمس بسبب "السد العسكري"، ثم أعلنتم بدء "الحرب الشعبية الثورية"، وقتلتم مئات من الجنود والشرطة والمدنيين، ثم تأتون اليوم لتطلبوا "وقف إطلاق نار"؟ هذا ليس بطلب صادق، لكنه مهم في نفس الوقت، لأنه يدل على حجم التأثير القوي الذي تعرضت له المنظمة الإرهابية من قوة الدولة التركية، والحقيقة أنّ حزب العمال الكردستاني عمل جاهدا لإيجاد حرب أهلية دموية في تركيا، لكنه لم ينجح في تحقيق هذه المهمة الموكلة إليه، لذلك يطلب الآن "وقف إطلاق نار"، ويجب أنْ لا نغفل أنّ هذا الطلب قد جاء بعد ضغوطات وتأثيرات من بروكسل على حزب العمال الكردستاني.

وبكل تأكيد لن تقابل تركيا هذا الطلب وكأنّ شيئا لم يحدث، لكن في نفس الوقت ثبت أنّ حزب العمال الكردستاني لا يريد السلام، ويسعى متى سنحت له الفرصة لتعطيل حل القضية الكردية، ولو أنهم طلبوا وقف إطلاق نار تحت ظروف أخرى لكانت شروطهم المسبقة معروفة، لكنهم اليوم ليسوا في وضع يستطيعون فيه وضع شروط مسبقة لوقف إطلاق نار.

وبرغم أنّ حزب العمال الكردستاني مارس كل أعمال العنف، وقتل العساكر والجنود والشرطة والمدنيين، وحصل على دعم غير مسبوق من إعلام فتح الله غولن وحزب الشعب الجمهوري، لكنه مع كل ذلك يفشل الآن في وضع شروط أمام الحكومة التركية، وما أثبتته عملية السلام على مدار عامين مضت، أنّه لا يمكن تحقيقها والسلاح بيد حزب العمال الكردستاني، لأنّ السلاح قد ينفجر في أي لحظة.

منظمة حزب العمال الكردستاني هي منظمة تقتل وتشرب من دماء الناس وقت ما تجوع وتعطش، وعندما تمل من ذلك تطلب وقف إطلاق نار، ولذلك فإنّ استمرار بقاء السلاح بيدهم يعني القبول بهم "كمنظمة دفاعية" في جنوب شرق البلاد، واعتقد لا داعي لشرح آثار ذلك والكوارث المترتبة عليه في المستقبل؛ لأنّ الأمور أصبحت واضحة جدا.

لا أحد يمنع حزب العمال الكردستاني من وقف إطلاق النار، لأنّ هذا القرار بيدهم، إذا أرادوا وقف إطلاق النار فليسحبوا يدهم الآن عن الزناد، لأنّ رد تركيا على مثل هذا الطلب سيكون واحدا فقط، وهو سحب كل العناصر المسلحة لخارج الحدود التركية، ونزع سلاح من يتبقى فيها، وخلاف ذلك، يعني العودة إلى المربع الأول، وكلنا أدركنا حجم فواتير الدماء التي دفعناها مقابل ذلك.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس