أوكان مدرّس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

متى تحدث التغيرات الكبيرة في الساحة السياسية:

1) عندما تتغير أو تتحدّث أشكال الأنظمة العالمية بخصوص خطط في منطقة إقليمية.
2) عندما تحصل أزمات أو تحولات اقتصادية حقيقية وكبيرة.
3) عندما تُسد الخطوط السياسية الرئيسة ويُنطر إلى عمليات جراحية لتغيير الصمامات من أجل إيجاد خطوط بديلة.
4) عندما تزيد الحيرة الاجتماعية وتزيد النظرة السوداوية لتلك المجتمعات.
5) عندما يتم التحدث عن السلام الداخلي ومستقبله بصورة فعالة.

وفي قراءتنا للساحة السياسية التركية نرى أن هناك ثلاث نقاط محورية ستؤثر على مجريات الأمور والأحداث كما ستؤثر على صناديق الاقتراع في المستقبل، وهي كالآتي:

1) العلاقة التركية الإسرائيلية: فلقد تعقدت العلاقة من جيدة في محادثات السلام التي كانت ترعاها تركيا بين إسرائيل وسوريا، إلى سيئة عندما قصفت إسرائيل غزة بكل جنون، ثم زادت الأزمة تعقيدا عندما هاجمت إسرائيل سفينة مافي مرمرة واتبعته بمماطلات ومماحكات ترفض من خلالها الاعتذار الذي اشترطته تركيا، ثم كانت احداث المسجد الأقصى في بداية الشهر الحالي. بعد فشل محادثات جينيفر الأولى والثانية ورفض المجتمع الدولي لمقترحات تركيا، عاشت بعدها تركيا ضغوط مستمرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بفعل العلاقة التركية-السورية-الإسرائيلية، وظهر ذلك في أحداث حديقة غازي واستخدامهم لكرت كوباني والأكراد.
2) خيانة التنظيم الموازي: اختلفت السميات والأمر واحد، فإلى زمان قريب كان التنظيم الموازي يساوم بقوته البيروقراطية والمالية والسياسية وحتى بدعم الأطراف الخارجية، والحقيقة المرة هي بقاء هذا التنظيم رغم كل الجهود في محاربته، وما يزال بهذا يشكل تنظيما موازيا في تركيا.
3) محادثات السلام: وهي الجهود التي تأتي في إطار الحرب على الإرهاب الذي بات اليوم يتحرك بثلاثية السياسية-العسكر-القضاء، فهو ينخرط في العملية الديمقراطية بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان، ثم يستخدمون السلاح موازاة لأدواتهم السياسية ليخرجوا بسيناريو الدم القديم على تركيا والأتراك.

بعد كل هذه التحديات الداخلية والخارجية نراهم وقد اتهموا أردوغان بخيانة تركيا! ولهذا يجب تقييم المحاولات العنيدة التي تستهدف رئيس الجمهورية أردوغان بكل حذر ودقة، فالمسألة لا تقتصر على أردوغان ليحلها بنفسه، فهي في النهاية محاولة لكسر جوهرة الـ 13 السنة الأخيرة، فالذين يستهدفون أردوغان من "اللعبة العالمية، ومخيم التنظيم الموازي، وبوابة الإرهاب" لن يتغير بهم وبخططهم شيء إن تم إقصاء أردوغان من الصورة؛ لأن المسألة ومفتاح القضية هي تركيا، فلهذا نرى حزب العدالة والتنمية وقد حدد أهدافه بالسلام الداخلي في تركيا وبحفظ حقوق الإخوة والأشقاء.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس