أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

كشفت القضية السورية الفرق الإنساني الواضح بين تعامل تركيا والبلدان الأخرى، وعندما ننظر إلى وضع الأطفال السوريين يمكننا رؤية الفرق بالتعامل الإنساني بكل وضوح.

صرح رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في بروكسل قائلًا: "منذ بداية الأزمة السورية ولد أكثر من 60 ألف طفل سوري في تركيا والآن أكثر من 600 ألف طفل هم في سن التعليم".

بأي شكل من الأشكال عند ظهور الأطفال اللاجئين أمام الكاميرات يمكن أن تنتبهوا إلى كلامهم بكل دقة، وهم يتكلمون التركية بكل لهجاتها، ولا يمكن أن تفرق لهجتهم عن اللهجة التي يتكلم بها أطفال إسطنبول، ما أجمل ذلك.

فازت تركيا بقلوب مئات الآلاف من الأطفال وقلوب الآباء أيضا. وقد أصبح الطفل إيلان الكردي رمزًا لإغلاق أوروبا لأبوابها أمام الأطفال السوريين، في حين أن تركيا فتحت أبواب المدارس أمام مئات الآلاف من الأطفال السوريين العزيزين جدًا على قلبها.

نعم نحن كذلك.

الذين يقولون إن ذلك سيكسب أردوغان والحكومة التركية حوافز كثيرة ماذا سيقولون لتركيا عموما؟ ألا توجد أعمال خيّرة لهذه الدولة أبدًا؟

الذين يخافون من دخول ثلاثة لاجئين سوريين عبر الحدود إلى تركيا ألم يدركوا مدى إنسانيتها، ماذا عن أوروبا التي أدركت أهمية تدفق اللاجئين إليها؟

في الوقت الذي يستمر فيه الألم السوري وتدفق اللاجئين إلى تركيا والأردن ولبنان وقتل أكثر من 350 ألف شخص بسبب البراميل المتفجرة ألم يروا ذلك؟ ماذا عن محاولة روسيا جعل الشرق الأوسط أفغانستان أخرى لأجل المال وأمريكا معها أيضا ماذا عن ذلك؟ ماذا عن إيران التي تحاول أن تزيد وجودها في سوريا؟

هل طرق لاجئ واحد باب إيران؟ هل قدمت إيران مأوى للاجئ واحد فقط؟ ماذا جلبت لسوريا؟ ألم تقدم الميليشيات التي تقاتل مع بشار الأسد فقط؟

ماذا عن روسيا؟ أليست جيفة لغراب آخر مع الأسد التفّت حول سوريا؟ هل يوجد لاجئ واحد طرق باب روسيا؟ ألم يكن أردوغان على حق حينما سأل هل قبلت روسيا بلاجئ واحد؟ ماذا تفعل روسيا بسوريا؟ ألم يكف روسيا قتل أكثر من 350 ألف سوري وها هي ترمي قنابل جديدة عليهم؟

كارثة أفغانية جديدة، الاتحاد السوفييتي قهر هنالك وروسيا ستقهر هنا أيضا لا يوجد أي عمل إنساني لها هنا، انظروا إلى

الأسد.

المفترض به أن يدير البلاد ويريد الرئاسة. لكنه وبسبب إسقاطه للبراميل المتفجرة بدون خجل أصبح الملايين من شعبه لاجئا في الدول الأخرى. أليس 2.5 مليون لاجئًا متواجدًا في تركيا هم من شعبك؟ من هؤلاء بالنسبة لك ماذا هم بالنسبة لسوريا من أنت بالنسبة إليهم؟ هل سألت الأم عن مولودها؟ هل سألت عن إيلان الكردي؟

هل ستقول إنك إنسان أم ماذا؟ ألا يجب أن تكون هناك كرامة لرئيس الدولة؟ علاوة على ذلك ألم تكفِ القنابل الخاصة بك فدعوت جيف الغربان من روسيا وإيران لقتل الأطفال والنساء والشيوخ من البر والجو والبحر لتزيد حقول القتل فقط.

عاشت تركيا ولحسن الحظ أن تركيا موجودة.

لحسن الحظ أن هناك قلوب مسلمة تنبض بالتواضع والرحمة في وسط الأناضول.

لحسن الحظ وجود قلوب تؤمن بمعادلة المهاجرين والأنصار.

الذين يقولون إن حزب العدالة والتنمية وأردوغان وداود أوغلو كسبوا من وراء هؤلاء ألم يروا الإنسانية الواضحة لهذه الدولة

يقول المثل اعمل الخير وألقه في البحر.

إذا لم يعرف السمك ذلك فإن الخالق يعلم بكل شيء. وأنا أعتقد أن الأطفال السوريين الذين تعلموا التركية بشكل جيد وفي وقت لاحق بعد عدة سنوات سيطلقون صوتًا واحدًا من حماه ودمشق وحلب وحمص "سلاما تركيا" أو تحيا تركيا.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس