غولاي غوك تورك - صحيفة اقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

لابد ان اقول اني كنت اود ان اكتب هذه المقالة امس و لكن سبقني اليها الكاتب "يلدير اي اوغور" و لكني سأعيد كتابتها مضيفة اليها احاسيسي و ما اشعر به تجاه ما جرى في انقرة , في الحقيقة ان الذي يبحث عن المنطق في البحث عن الجهة الواقفة وراء العملية التفجيرية التي شهدتها العاصمة انقرة سيقول ان الفاعل هو تنظيم "داعش" لاسباب عديدة منها العملية التفجيرية التي وقعت في بلدة سروج في محافظة ديار بكر قبيل انتخابات السابع من حزيران الماضي و وجود عداوة بين "داعش" و الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا خاصة بعد تحالفه مع روسيا و اعلان "داعش" بشكل علني مسبقا انه يستهدف كل العناصر التي تتبع او تؤيد تنظيم بي كا كا او امتداده في سوريا و الحزب الديمقراطي الكردي .

اضافة الى ان "داعش" توعدت حزب العدالة و التنمية و الحكومة التركية  بسب تحالفه مع الولايات المتحدة الامريكية و فتح قاعدة انجيرلي لقوات التحالف الامريكية .

ومن جهة اخرى اذا نظرنا الى العلاقة بين تركيا و النظام السوري لا يستبعد ان يكون المنفذ للعملية الإجرامية في انقرة هو جهاز المخابرات السوري كما فعل قبل عاميين في تفجير بلدة الريحانية في محافظة هاتاي  , وهنا تبرز مصلحة النظام السوري في عرقلة العملية الانتخابية و تسميم الاجواء . 

في النهاية يبقى التخمين الثالث حول هوية الجهة التي تقف وراء تنفيذ العملية و هي تنظيم بي كا كا الارهابي، وخاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها في الاونة الاخيرة بعد العملة العسكرية التركية على معاقله في داخل و خارج تركيا . اضافة الى ان حزب الشعوب الديمقراطي الامتداد السياسي لتنظيم بي كا كا الارهابي استطاع بعد تفجير بلدة سروج في ديار بكر ان يرفع اصواته في الانتخابات الماضية، وهنا يتبادر الى اذهاننا لماذا لا يعيد التنظيم نفس التجربة مجددا قبيل الانتخابات المزمع عقدها في اول الشهر القادم .

وفي المقابل هنا جهة و حيدة لا يمكن ان تكون لها علاقة في هذه العملية و هي حزب العدالة و التنمية و رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان لانهم الاكثر تضررا من مثل هذه العمليات , ولكن هناك جهات تفتقد الى المنطق و الموضوعية بل لها اهداف هابطة تسعى الى زرع البلبة و التوتر و الانتقام من العدالة و التنمية و شخص اردوغان بحيث تربط بين العملية الإجرامية و العدالة و التنمية و اردوغان بمجرد الاعلان عن وقوع التفجير، بل نلاحظ ان هناك حراك منظم بين عدة جهات من بينهم زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش الذي وجه الاتهام مباشرة الى الدولة التركية و دعمه في هذا التوجهة العديد من وسائل الاعلام التي حاولت تكوين رأي عام تتهم فيه حزب العدالة و التنمية و رئيس الجمهورية و اجهزة الدولة .

وفي الختام اود ان اؤكد على ان الذين يقومون بترويج هذه الدعاية الهابطة هم الخونة لهذا البلد وهم الذين يسعون لتحقيق اهداف منفذي العملية الأجرامية بتحويل تركيا الى العراق و سوريا و عمل ما لم تستطع ان تقوم به المنظمات الارهابية . 

عن الكاتب

غولاي غوك تورك

كاتبة في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس