كورتولوش تاييز - صحيفة اكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

إن الأهمية الرمزية لجبل قنديل في معركة حزب العمال الكردستاني كبيرة، فقواعده الأساسية موجودة هناك، كما وأن أذرع الحزب في سوريا والعراق وإيران تستخدم الجبل كقاعدة أساسية لها، وتعتبر أيضا نقطة الانطلاق لكثير من الأسماء والقيادات المختلفة. لقد كانت فعالية الجبل قليلة ومحدودة في عملياتها على الحدود السورية والعراقية حتى تم الإمساك بعبد الله أوجلان، ثم تحولت بعدها قيادة العمليات على تركيا إلى الجبل، كما كان أيضا عام 1999 عاما حافلا بالتطورات عند الحزب، فبعد أن أغلق مخيمهم العسكري في لبنان؛ فُتح بدلا منه عشرات في دول مختلفة لتصبح هي أيضا قواعد خلفية يدير منها الحزب عملياته.

لهذا السبب ولأسباب أخرى مختلفة تكوّنت حول الجبل أسطورة كبيرة، لكنهم ما فتئوا حتى باتوا يطلبون الدعم والعون من كل معين؛ فطلبوا الدعم من أمريكا وغيرها بعد أن افراغ الجبل من قياداته، وتحطمت أسطورة الجبل بعدما لم تتمكن وعورته التي تمتد في سلسلة جبال طويلة من حماية أعضاء حزب العمال الكردستاني.

بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو الماضي وبعدما أشعل حزب العمال الكردستاني الساحة من جديد؛ توجهت الأنظار إلى جبل قنديل؛ تتساءل هل سيتبنى الحزب هذا التصعيد من على جبل قنديل الذي يتنشر في مناطق واسعة وتتوزع عليه معسكرات الحزب لتشكل قاعدة عملياته الأساسية؟ في المقابل أخذ الإعلام يصف الحملات العسكرية على الجبل متهكما فيقول "لا ترموا الحجارة على الجبل"، وزادوا على ذلك حتى اتهموا رئيس الوزراء داود أوغلو بانه يملك علاقات مشبوهة مع التنظيم.

وفي نفس السياق رأينا نفس الوسائل الإعلامية وهي ساكنة كمن حط الطير على رأسه بعد زيارة رئيس إقليم كردستان العراق برزاني؛ حيث صرح وقال "لقد كانت العملية الأخيرة أكثر عملية ناجحة منذ 30 عاما"، ونتيجة لهذه العملية أصبح جبل قنديل مكان غير أمن لاحتواء أعضاء الحزب، فبعضهم توجه إلى المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي؛ وآخرين توجهوا إلى إيران، ولهذا تحركت أمريكا لتحمي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا كقنديل أخير لحزب العمال الكردستاني.

لقد صرحت كل من المخابرات والقوات العسكرية والحكومة بأن العمليات الأخيرة كانت بمثابة ضربة قوية على حزب العمال الكردستاني؛ حتى أنها أسقطت أسطورة جبل قنديل، لكن في المقابل لم تقبل وسائل الإعلام المقربة من الحزب هذه الحقيقة؛ فأخذوا يبذلون كل ما يملكون دفاعا عن دعواهم بفشل هذه العمليات العسكرية. والحقيقة أن الدولة التركية قامت بإجراءات صارمة في الأشهر الأخيرة تركت بعدها كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية في وضع لا يحسد عليه.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس