ناغيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

كشف الانتحاريان اللذان فجرا نفسيهما في العاصمة التركية أنقرة صباح السبت أن هناك مجموعات كبيرة متشابكة من الإرهابيين نزلت في البلاد، وأننا الآن وجهًا لوجه مع استفزاز كبير.

وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل ملموس أو بيانات تم الحصول عليها حتى الآن بشأن هذا الهجوم المريع والذي يعد أعنف هجوم واجهته تركيا الحديثة، ويرجح الخبراء احتمال أن يكون هذا الهجوم نظم ونفذ من قبل تنظيم الدولة (داعش) لأن خصائص هذا الإجرام  وبنيته وشكله يشبه الأساليب التي يتبعها هذا التنظيم الإرهابي، ولكننا لا نعرف لهذه اللحظة ما إذا كانت بعض وحدات الاستخبارات الأجنبية متورطة أيضًا في التفجير خاصة بعد الأدوار التي لعبتها في السنوات الأخيرة.

تقف تركيا الآن في موقف صعب، فهي من جهة تحاول أن تتجنب التعقيدات والتهديدات المختلفة من دول الجوار خاصة ما وراء الحدود السورية ورئيس النظام هناك بشار الأسد، ومن جهة أخرى تنظيم الدولة (داعش) والمنظمات الإرهابية المختلفة، بينما تحاول تركيا الحفاظ على انتهاج سياسات مسؤولة وأن تكون عضوًا فاعلًا في قتال المجموعات الإرهابية.

ولعل أحد أسباب قيام تنظيم الدولة (داعش) بهذا العمل الإرهابي للانتقام من حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) بعد الاشتباكات التي جرت بينهما وكذلك محاولته لتخويف تركيا بعد أن انضمت للتحالف العالمي لمحاربة المنظمات الإرهابية، ولكن بغض النظر عمن قام بالعمل الإرهابي فإننا نواجه تهديدًا خطيرًا على مستوى عالمي من الإرهاب.

رسائل الدعم والتضامن تدفقت من جميع أنحاء العالم بما في ذلك المملكة المتحدة (بريطانيا) وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والعديد من قادة العالم اتصلوا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لتقديم تعازيهم.

يذكرني هذا الهجوم الإرهابي بالمراسم التي تمت في أعقاب مجزرة شارلي إيبدو في باريس بعد الهجوم الذي خلف 17 قتيلًا، حيث توجه 50 من قادة العالم بما فيهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إلى باريس وساروا في مسيرة تاريخية لتحدي الإرهاب وبإمكاننا عمل مثل هذه المسيرة في أنقرة.

أعتقد أن عمل مثل هذه المراسم في أنقرة سيكون لها نواحي عديدة فيما إذا قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بدعوة قادة العالم للتجمع والمسير في أنقرة ضد الإرهاب.

أولًا: يمكن هنا اختبار مدى صدق دول الغرب في ردة فعلها ودعمها لتركيا.

ثانيًا: ستكون بمثابة إجابة قوية للجهات التي تحاول توجيه الاتهامات للدولة بالتعاون مع الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية.

ثالثًا: تعاون قادة العالم مع تركيا سيرسل رسالة قوية لأولئك الذين يقومون بترويج الأفكار غير المنطقية حول دعم تركيا لتنظيم الدولة (داعش).

واخيرًا وليس آخرًا سيتم إحياء وتقوية الكثير من العلاقات وستكون بمثابة رسالة قوية للعالم بأسره.

ولكم أن تتخيلوا لو أن كل زعماء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وروسيا وفرنسا، يعبرون عن تضامنهم مع تركيا في مواجهة الإرهاب في ساحة "صحية" في أنقرة حيث حدثت المجزرة المروعة.

أعتقد أن الغرب والذي يسعى جاهدًا لمعالجة أزمة اللاجئين، والذي لم يدرك لسوء الحظ خطورة هذه المسألة إلا بعد شعوره باقتراب الخطر والتهديد، سوف يرغب في المشاركة في مثل هذه المراسم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس