نهاد علي أوزجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

تميزت التطورات على الساحة السورية بسرعتها الكبيرة، فمن جهة روسيا ومن الأخرى الولايات المتحدة كلتاهما تعمل جاهدة على أن يقطع عساكرها أطول مسافة ممكنة في أرض المعركة قبل حلول فصل الشتاء. فالولايات المتحدة وفي أثناء تجهيزها للمعارك في سوريا لا ترغب في أن تترك الجبهة العراقية فارغة، وروسيا بمواصلتها للغارات الجوية تحاول أن تخلق إمكانية لتقدم جيش الأسد على الأرض.

المساعدات القادمة للجيس الروسي سواءا على المستوى النفسي – السيكولولجي أو على المستوى الدبلوماسي بدأت ظاهرة للعيان في الفترة الأخيرة.؛ فقد كان استقبال بوتين للأسد في موسكو سببا كافيا للحركة على الساحة الدبلوماسية حيث بدت الزيارة  وكأنها فتح أوراق عمل لخطط جديدة. لكنه بالطبع ليس شخص الأسد فقط  هو المحرك لما يجري وإنما كذلك محاولات موسكو الاستراتيجية للاستفادة من المستجدات على الساحة السورية؛ تجربة ما بعد الحرب الباردة جعلت من فكرة " الغرب لا يُؤتمن له" مذهب يُؤمن به عند بوتين الرجل ذو الخلفية الاستخباراتية والذي يبدو أن أفكاره المهنية السابقة لعبت دورا مهم في ترسيخ هذه الفكرة عنده.

"مسألة الأمن القومي" سبب آخر يمثل دافع للجيش الروسي في تدخله بالشأن السوري، "الجماعات المتطرفة " التي تحركت من روسيا وآسيا الوسطى باتجاه سوريا سوف تكون سببا للمشاكل على الساحة الروسية عند عودتها والأحاديث تدور أن بوتين يريد استباق الأحداث بأن يقاتل هذه الجماعات بعيدا عن وطنه وأرضه ولذلك رجح التدخل بالشأن السوري.

من جهة أخرى ، بوتين وفي منتصف العقد الماضي بدأ بـ"الثورات الملونة" والتي تلتها ثورات الربيع العربي التي ترى فيها بعض مراكز المخابرات الغربية غطاءًا مثير. بوتين لا يكتفي بالاسد شريكا على السورية ، فرغم العلاقات القوية بين حزب العمال الكردستاني وواشنطن إلا أن بوتين يحاول جاهدا أن يقوي علاقاته مع حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب. ويحاول أن يخلط أوراقًا قديمة من ملفات الحرب الباردة ليُظهر للأمريكان سعة نفوذه؛ ولا شك أن بعض هذه الأوراق تحمل رسائل للحكومة التركية.

كما أنه ولحتى اللحظة لم يحدث تغيير على الوضع السوري لا يبدو كذلك أن تغيرا سيحدث في  المدى القريب؛ فالأسد وإن كان يفتقر لسلطة مركزية قوية إلا أنه سيستمر بإدارة دولة مقسمة بالفعل.

كم ستستمر هذه الفترة؟

حسب التعبير الروسي فإنهم مستمرون في عملياتهم "حتى يتم حل مشكلة الإرهاب" ويتحقق "سلام دائم"، إذا كان هناك شيئا نعرفه فهو أن حرب الإرهاب طويلة الأمد وتستغرق زمن وإذا نظرنا للأسد من هذه الزاوية فسنراه يمسك بزمام سلطة دمشق لفترة طويلة كذلك.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس