ترك برس

 

انتشر في السنوات الأخيرة خلال أعياد الجمهورية في تركيا ظهور المتحجبات جنبا إلى جنب مع أقرانهن غير المتحجبات، الأمر الذي أدى إلى جدل كبير وبالتالي عدم ارتياح في الأوساط العلمانية.

عانت تركيا لسنوات طويلة من قرار حظر الحجاب في الجامعات والدوائر الرسمية، واتخذت قرارات عديدة تنص على منع المرأة المتحجبة من أن تشغل أية وظيفة قضائية أو رسمية، الأمر الذي كان يؤدي بالفتاة المتحجبة إلى خلع حجابها قبل الدخول إلى الجامعة، أو عدم ارتداء الحجاب من الأساس في حال كانت ترغب في وظيفة حكومية.

وفي هذا السياق يقول الكاتب لدى صحيفة "صباح" "راسم أوزان": "لا أنسى تلك السنوات ما قبل حزب "العدالة والتنمية" التي صودرت فيها حرية المرأة المتحجبة، ومنعت من ممارسة حقوقها، إذ منعت من دخول الجامعة، وأن تشغل وظيفة حكومية، أو أن تصبح معلمة أو أكاديمية، وكان بالنسبة إليها مجرد أن تحلم بأن تصبح عضوا في مجلس الشعب ممنوعا".

وتابع "أوزان": "ولا أنسى عندما طالب حزب "العدالة والتنمية" مع حزب "الحركة القومية" بالسماح للطالبات المتحجبات بالدخول إلى الجامعات قامت القيامة ولم تقعد في الأوساط العلمانية، وتم فتح دعوى قضائية بحق الحزبين، ولم يتم الاكتفاء بذلك بل نظمت مظاهرات معارضة للقانون".

وفي السياق نفسه، قال: "إن حزب العدالة والتنمية حقق نجاحا باهرا في هذا المجال، وسعى سعيا حثيثا لتنال المرأة المتحجبة حقوقها كاملة من دون أن تتعرض لأية مضايقات، وبالفعل لم تكتف المرأة المتحجبة من دخول الجامعة فقط، بل استطاعت أن تصبح معلمة، وأكاديمية، وعضوا في مجلس الشعب، ولم تكتف بهذا القدر بل استطعنا أن نصل إلى مرحلة نراها وقد أصبحت وزيرة، ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى حزب "العدالة والتنمية".

وفي الوقت نفسه نجد في الاتجاه المعاكس من عبّرعن انزعاجه صراحة من هذه الظاهرة، ولا سيما من ظهورهن في الأعياد الرسمية كعيد الجمهورية وغيره، وكأنها أعياد حكر على فئة دون أخرى، مثل صحيفة "حرييت" التي عرفت بدعمها لحزب "الشعوب الديمقراطي"، فقد عبرت عن استيائها من رؤية طالبات محجبات يمشين جنبا إلى جنب مع غير المتحجبات، خلال العرض الرسمي.

ويذكر أن أول ظهور للمتحجبات في احتفاليات عيد الجمهورية كان قبل سنتين، والذي أحدث حينها ضجة إعلامية كبيرة، بدءا من الطالبات اللواتي شاركن في الاحتفالات، انتهاء بالمعلمة التي قامت بالتحدث في افتتاحية احتفال عيد الجمهورية في مدينة "كوتاهيا".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!