جلال سلمي ـ خاص ترك برس

خلال طريقه إلى فيينا فتح سلوفانيا بتاريخ 11 سبتمبر 1531 وبعض المدن الألمانية، بعد ذلك رأى السلطان العثماني سليمان القانوني أثار الإرهاق الشديد الذي أصاب جنوده فقرر بتاريخ 21 نوفمبر 1532 الرجوع إلى إسطنبول قبل الوصول إلى فيينا، بعد رجوع سليمان القانوني إلى إسطنبول وصل إليه وفد أوروبي وبعد مفاوضات شاقة تم توقيع اتفاقية إسطنبول بين الطرفين بتاريخ 22 يونيو 1533، كانت تنص هذه الاتفاقية على إعطاء منطقة في غرب المجر للملك المجري جانوس زابوليا والاعتراف به كملك عليها وقبل زابوليا مقابل ذلك إعطاء الدولة العثمانية سنويا ً 30000 قطعة ذهبية عثمانية وبعد هذه الاتفاقية قامت العديد من المدن الأوروبية بإرسال مفاتيحها إلى السلطان سليمان وأعلنت قبولها بالاتفاقية على الرغم من عدم توقيع معه اتفاقية مباشرة[1].

بعد توقيع هذه الاتفاقية قام والي مدينة بيتليس شرف خان عام 1531 بإعلان بيعته للشاه الصفوي طاه ماسب، بعد هذا التحرك قام السلطان العثماني سليمان القانوني الوالي علماء خان إلى بيتليس ولكنه لم يستطع دخوله لشدة مقاومة شرف خان فأرسل سليمان العثماني الصدر الأعظم إبراهيم باشا عام 1533، قبل وصول إبراهيم باشا إلى بيتليس استطاع علماء خان الانتصار على شرف خان ودخل مدينة بيتليس فاتحا ً.[2]

وقام في تلك الفترة الوالي التركماني لبغداد ذو الفقار الذي تم تعيينه من قبل طاه ماسب بإعلان ولائه للدولة العثمانية ولكن طاه ماسب جعل أخيه يقتله وأرجع ولاية البغداد إلى الدولة الصفوية، بعد سماع إبراهيم باشا بهذه الأنباء وبعد سماعه بتحرك السلطان سليمان القانوني لفتح بغداد بنفسه قام بالإنطلاق إلى بغداد ولكنه وصل بالتزامن مع سليمان القانوني، وصلا بغداد بتاريخ 31 ديسمبر 1534 وفتحها وبتاريخ 5 يناير 1536 بعد تأمين بغداد وضمها للدولة العثمانية بشكل كامل عاد سليمان القانوني إلى إسطنبول.[3]

بعد فترة قصيرة، قرر سليمان القانوني بتاريخ 17 مايو 1537 الخروج إلى حملة فتوحات في البحر الأبيض كأول فتوحات بحرية يخرج بها، خلال هذه الحملة تم ضم عدد كبير من المدن الإيطالية والجزر الموجودة في منطقة البحر الأبيض وبتاريخ 22 نوفمبر 1537 عاد سليمان القانوني إلى إسطنبول.[4]

بعد رفض جزر بوفوي الإيطالية دفع الجزية السنوية قام سليمان القانوني بتاريخ 9 يوليو 1538 بالإنطلاق نحو هذه الجزر لفتحها بمساعدة قائد البحارة العثمانيين بارباروس خير الدين وإسطوله الضخم، نجح في فتح هذه الجزر وخلال هذه الفتوحات وصله خبر الاتفاق المُقدس الذي قامت به كل من الإمبراطورية الإسبانية وجمهورية جنوة ومملكة مالطا، لهذا لم يعود إلى إسطنبول على الفور بل استمر في فتحوته البحرية وبتاريخ 28 سبتمبر 1538 استطاع القائد خيرالدين إحراز نصره على هذه الدول في معركة "برافازا دانيز"  وبعد اطمئنان سليمان القانوني على متانة خيرالدين وإمكانية حمايته للجبهات البحرية العثمانية قرر العودة إلى إسطنبول في أكتوبر 1540 وقبل العودة وقع اتفاقية مع الدول المعتدية وعلى إثر هذه الاتفاقية قبلت هذه الدول والجزر  دفع 3000000 قطعة ذهبية عثمانية سنويا ً لصالح الدولة العثمانية.[5]

اتحدت إمبراطورية روما المُقدسة وإمبراطورية إسبانيا ومملكة صقلية ومملكة نابولي ومملكة مالطا وجمهورية جنوية على مهاجمة الدولة العثمانية من الجبهة البحرية وبتاريخ 19 أكتوبر 1540 بدؤوا حملتهم ووصلوا سواحل الجزائر، بعد سماع السلطان سليمان القانوني بذلك على الفور تحرك بجيشه صوب الجزائر واستطاع ببراعة القائدين حسن أغا وخيرالدين بارباروس القضاء على هذه الحملة وبتاريخ 27 نوفمبر 1541 عاد سليمان القانوني إلى إسطنبول منتصرا ً.[6]

مكث سليمان القانوني في إسطنبول عاما ً ومن ثم انطلق صوب المجر بتاريخ 17 نوفمبر 1542   حيث انقض على الجيوش العثمانية هناك بعض القوات الأوروبية واستمر في محاربتهم ومجابهتهم إلى أن عاد إلى إسطنبول بتاريخ 19 ديسمبر 1547.

بعد عودته إلى إسطنبول في ذلك التاريخ لم يبقى بإسطنبول طويلا ً إذ أتى إليه إيلقاس ميرزا أخ الشاه الصفوي طاه ماسب عام 1947، استقبل سليمان ميرزا وأبقه بجانبه إلى تاريخ 28 مارس 1548 إذ أرسله بعد هذا التاريخ إلى فان وبعد ذلك بعدة أيام أعقبه سليمان القانوني بجيشه وعند وصوله لحدود إيران حاصر مدينة فان ومدينة تبريز وولى عليهم ميرزا ووعده بالدعم بمقابل الإنطلاق باسم الدولة العثمانية تجاه إيران وتحريرها من أيدي أخيه واستطاع فتحهما عام 1549 وبعد إرساله والي ديار بكر كارا أحمد باشا إلى جورجيا لفتحها قام بتاريخ 21 ديسمبر 1549 بالعودة إلى إسطنبول.[7]

لم يستطع إيلقاس ميرزا الانتصار على أخيه الذي أرسل ابنه إسماعيل ميرزا لمبارزة عمه إيلقاس واستطاع دحره واللحاق به إلى أن وصل مدينة أرض روم وفتحها، على إثر هذا التحرك الخطير انطلق السلطان سليمان القانوني بتاريخ 28 أغسطس عام 1553 متجها ً لصد إسماعيل ميرزا وجيوشه وطردهم من أرض الروم وجعلهم يهربون إلى إيران مرة أخرى.[8]

 

[1] دراسة بعنوان لماذا سليمان القانوني؟ ولماذا الحريم؟، من إعداد شريف عبد العزيز، نُشرت على موقع قصة الإسلام إشراف د.راغب السرجاني

[2] المصدر نفسه

[3] دراسة بعنوان سليمان العظيم، من إعداد جاويد قاسملي وعبدالله دامير، نُشرت في مجلة سيزينتي في عددها الأربعمئة والعشرين الصادر في يناير  2014

[4] من هو سليمان القانوني؟، موقع سليمان القانوني

[5] المصدر نفسه

[6] القصة الحقيقية للسلطان سليمان القانوني، ناهد دورن، مجلة ستار تايمز، تاريخ النشر 12 أبريل 2013

[7] المصدر نفسه

[8] من هو سليمان القانوني؟، موقع سليمان القانوني

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!