جلال سلمي - خاص ترك برس

يعود تاريخ تأسيس الجمهورية التركية إلى 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1923، وانطلاقًا كونها جمهورية فهذا يعني بأن نظام الحكم بها هو نظام برلماني يعتمد على حكم الشعب من خلال الانتخابات التي تُبرز برلمانيين مُمثلين للشعب. حسب نظريات علم السياسة؛ في النظام البرلماني يكون الحكم العام في القضايا الداخلية والخارجية للبرلمان والحكومة التنفيذية المُنتخبة من قبل البرلمان بنسبة 50%+1، بينما يتمتع رئيس الدولة في هذا النظام بمهام بروتوكولية ليس لها تأثير على السياسة العامة للدولة مثل استقبال سفراء الدول الأجنبية، إجراء زيارات الصداقة لبعض الدول، إجراء الكلمة الافتتاحية أمام البرلمان التركي في اليوم الأول لافتتاح المجلس وغيرها من المهام البروتوكولية التي تنفذ تقريبًا بشكل متناسق في جميع الدول حول العالم، وبخصوص الرئاسة التركية فإن أكثر مهمة تأثيرية يتمتع بها الرئيس هي مهمة توقيعه على إصدار القوانين من البرلمان إذ يحق له الاعتراض على بعض القوانين وإعادتها إلى البرلمان لتعديلها وإعادة مناقشتها.

وحسب الدستور التركي؛ رئيس تركيا هو أعلى سلطة سياسية في تركيا وكما أنه القائد العام للقوات المُسلحة، مدة انتخابه 7 سنوات يمكن تجديدها مرة أخرى، حسب دستور 1921 كان يتم انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب ولكن بتاريخ 10 آب/ أغسطس 2014 تم انتخاب الرئيس من قبل الشعب كأول مرة في تاريخ السياسة التركية.

ويمكن سرد رؤساء تركيا منذ تأسيسها وحتى اليوم بالشكل التالي:

ـ مصطفى كمال أتاتورك: وُلد عام 1881 في ظل الدولة العثمانية وتوفي عام 1938، بدأ بتولي مهامه كرئيس لتركيا بتاريخ 29 أكتوبر 1923 أي في يوم إعلان تأسيس الجمهورية التركية، ترك الرئاسة بتاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938 بسبب موته، يصف الكثير بأنه خرق المواد الدستورية بعدم تنحيه عن الرئاسة بعد انتهاء دورتيه الرئستين عام 1937، ويرى بعض المؤرخين أيضًا بأنه الشخص الوحيد الذي خالف الدستور في قضية الفترة الرئاسية، وتنحدر أصوله السياسية إلى حزب الشعب الجمهوري.

ـ مصطفي عبد الحق راندا: وُلد عام 1881 وتوفي عام 1957، تولى رئاسة تركيا بتاريخ 10 نوفمبر 1938 بالوكالة كونه رئيس البرلمان، لم تدم مدة تسلمه للرئاسة سوى يوم واحد إذ تنحى عن مقام رئاسة تركيا بتاريخ 11 نوفمبر 1938، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب الشعب الجمهوري.

ـ عصمت إينونو: وُلد عام 1884 وتوفي عام 1973، تولى رئاسة تركيا بتاريخ 11 نوفمبر 1938 وتنحى عنها بتاريخ 22 أيار/ مايو 1950، أطلق على نفسه بأنه "الزعيم القومي" ووضع صورته الشخصية على النقود بدلًا من مصطفى كمال أتاتورك ولكن لم يستمر ذلك إذ تم إرجاع صورة مصطفى كمال أتاتورك إلى النقود بعد تنحي إينونو عن الرئاسة، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب الشعب الجمهوري.

ـ جلال بيار: وُلد عام 1883 وتوفي عام 1986، تولى رئاسة تركيا بتاريخ 22 مايو 1950، يُعتبر أول رئيس يُنتخب من قبل برلمان مُنتخب بشكل ديمقراطي فعلي من قبل الشعب، إذ قبل عام 1950 لم يكن هناك سوى حزب الشعب الجمهوري على الساحة السياسية وكان الشعب التركي ينتخب مرشحي حزب الشعب الجمهوري المتنفسين شخصيًا والمتفقين فكريًا وحزبيًا، لذا يُطلق عليه الكثير من المؤرخين أول رئيس ديمقراطي في تركيا، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 27 مايو 1960 إثر الانقلاب العسكري الدموي الذي حدث في ذلك التاريخ، تنحدر أصوله إلى الحزب الديمقراطي.

ـ جمال غورسال: وُلد عام 1895 وتوفي عام 1966، تولى الرئاسة التركية بتاريخ 27 مايو 1960 من قبل ضباط عسكريين أقل رتبة منه، واستمر متولي للرئاسة كجنرال عسكري إلى تاريخ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1961 إذ بعد هذا التاريخ تم انتخابه من قبل البرلمان بشكل رسمي، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 2 شباط/ فبراير 1966 نتيجة لموته، لا ينتمي إلى أي جهة سياسية.

ـ إبراهيم شوقي أتاساغون: وُلد عام 1899 وتوفي عام 1984، تولى الرئاسة بالوكالة بتاريخ 2 فبراير 1966 نتيجة لموت جمال غورسال إذ كان في ذلك العهد رئيس البرلمان التركي، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 28 آذار/ مارس 1966، مستقل سياسيًا.

ـ جودت سوناي: وُلد عام 1899 وتوفي عام 1982، تولى الرئاسة بتاريخ 28 مارس 1966 وتنحى عنها بتاريخ 28 مارس 1974، مستقل سياسيًا.

ـ تاكين أريبورون: وُلد عام 1903 وتوفي عام 1993، تولى الرئاسة بتاريخ 28 مارس 1973 بالوكالة نتيجة لانتهاء الفترة الرئاسية لجودت سوناي، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 6 نيسان/ أبريل 1973، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب العدالة.

ـ فخري كوروتوك: وُلد عام 1903 وتوفي عام 1987، تولى الرئاسة بتاريخ 6 أبريل 1973، وتنحى بتاريخ 6 أبريل 1980، مستقل سياسيًا.

ـ إحسان صبري تشالايانغيل: وُلد عام 1908 وتوفي عام 1993، تولى الرئاسة بتاريخ 6 أبريل 1980 بالوكالة نتيجة لانتهاء الفترة الرئاسية لفخري كوروتورك، تُعتبر فترة رئاسته أطول فترة رئاسية بالوكالة إذ حدث في فترته أزمة سياسية أدت إلى عدم ترشيح شخص متوافق عليه للرئاسة، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر 1980 نتيجة للانقلاب العسكري الأكثر دمويًا في تاريخ تركيا، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب العدالة.

الرجل الحامل للمعطف

ـ كنعان إيفرين: وُلد عام 1917 وتوفي عام 2015، تولى الرئاسة بتاريخ 12 سبتمبر 1980 بعد الانقلاب العسكري الذي قام به في ذلك التاريخ، يُعتبر الرئيس الوحيد الذي لم يتم انتخابه من قبل البرلمان بل قام بتنصيب نفسه، شهدت فترته تناحر حاد بين العسكر مُمثلين بشخصه والمدنيين مُمثلين بالأحزاب السياسية البرلمانية في ذلك العهد، إذ كان يسعى الطرفان إلى فرض سيطرته على المؤسسات الحكومية التابعة للدولة، ، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989.

ـ تورغوت أوزال: وُلد عام 1927 وتوفي عام 1993، تولى الرئاسة بتاريخ 9 نوفمبر 1989، يُعتبر قائد التناحر المدني مع العسكر في ذلك العهد، لم يستمر طويلا ً في الرئاسة إذ تنحي عنها بتاريخ 17 أبريل 1993 في ظروف غامضة، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب الوطن الأم.

ـ حسام الدين جن دوروك: وُلد عام 1933،  تولى الرئاسية بتاريخ 17 أبريل 1993 بالوكالة نتيجة لموت تورجوت أوزال في ظروف غامضة، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 16 مايو 1993، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب الطريق الصحيح.

ـ سليمان داميرال: وُلد عام 1924 وتوفي عام 2015، تولى الرئاسة بتاريخ 16 مايو 1993، قضى أطول فترة في العمل السياسي في تاريخ السياسة التركية، إذ بدأ عمله في السياسة عام 1965 كرئيس وزراء وانتهى من العمل السياسي عام 2000 بعد انتهاء فترته الرئاسية، تنحي عن الرئاسة بتاريخ 16 مايو 2000، تنحدر أصوله السياسية إلى حزب الطريق القويم.

ـ أحمد نجدت سيزار: وُلد عام 1941، تولى الرئاسة بتاريخ 16 مايو 2000 وتنحى عنها بتاريخ 28 أغسطس 2007، مستقل سياسيًا.

ـ عبدالله غُل: وُلد عام 1950، تولى الرئاسة بتاريخ 28 أغسطس 2007، يُعتبر الرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية وعلى الرغم من ذلك يُؤكد الكثير من الخبراء بأنه حافظ على موضعيته كرئيس وتعامل مع جميع المواطنين دون انحياز، تنحى عن الرئاسة بتاريخ 28 أغسطس 2014، تنحدر أصوله السياسية من حزب العدالة والتنمية.

ـ رجب طيب أردوغان: وُلد عام 1954، تولى الرئاسة بتاريخ 28 أغسطس 2014 كأول رئيس تركي مُنتخب من قبل الشعب بشكل مباشر، ما زال كرئيس إلى اليوم، هناك العديد من الناقشات حوله؛ بذريعة أنه الشخص الوحيد الذي اعترض على مهام الرئيس البروتوكولية ويُريد الأن تحويل نظام الحكم في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!