غونري جيوا أوغلو - صحيفة ملليت - ترجمة وتحرير ترك برس

تتعرض منطقة التركمان القريبة من حدود تركيا الجنوبية لهجمات مكثفة تقودها القوات الروسية بمشاركة قوات الأسد على الأرض وبدعم إيراني، وتهدف هذه العمليات إلى زيادة المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري من أجل أنْ يدخل المحادثات التي ستكون بداية العام المقبل بصورة أقوى وبيده نطاق جغرافي جيد.

كما يهدف نظام الأسد من خلال السيطرة على هذه المنطقة، إلى تشكيل حصار من كانتونات حزب الاتحاد الديمقراطي على طول الحدود التركية، وقد يكون هذا الشريط والامتداد لحزب الاتحاد الديمقراطي محط اهتمام للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على حد سواء.

انتبهوا لمحافظة هاتاي

قد كتبت في السابق عن حجم هذه المخاطر، وذكرت في مقالة سابقة لي ما قاله السيد ايغوين روجان، البروفيسور في جامعة أوكسفورد، والذي تحدث عن أنّ العقبة الوحيدة أمام طريق تنفيذ "ممر" كردي يصل إلى البحر الأبيض المتوسط يتمثل بمحافظة هاتاي، وأشار إلى أنّ محافظة هاتاي لم تكن داخل الحدود التركية حسب اتفاقية لوزان.

ولذلك علينا الانتباه، هل سيحاول حزب الاتحاد الديمقراطي الوصول إلى محافظة هاتاي من أجل إيصال هذا الممر نحو البحر الأبيض المتوسط؟ ولا بد لنا أنْ نتذكر الأعمال التي قادها حزب العمال الكردستاني على مدار 10 سنوات مضت، فذلك الحراك في الجبال لم يكن بعيدا عن هذا الهدف.

غرب الفرات

لا شك أنّ أنقرة تملك معلومات حول هذا السيناريو، ولهذا تتخذ موقفا واضحا ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، وقالتها لهم بوضوح "لا تفكروا ولا تحاولوا الوصول إلى غرب الفرات"، وأكد داود أوغلو على هذا المبدأ بالنسبة لتركيا في كل خطاباته.

وصلت كانتونات حزب الاتحاد الديمقراطي من العراق حتى نهر الفرات، وإذا نجح في تجاوز غرب الفرات والوصول إلى جرابلس، فهذا يعني وصوله إلى الحدود التركية، وتحديدا إلى عفرين الملاصقة لمحافظة هاتاي، وسيكون حزب الاتحاد الديمقراطي بذلك قد كوّن شريطا ممتدا على طول الحدود التركية الجنوبية.

ماذا سيكون هدفه التالي؟ الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، والعائق الوحيد أمامه سيكون ولاية هاتاي، وإذا ما حصل نزاع طائفي مسلح تشعل فتيله قوى عديدة في محافظة هاتاي، سيدخلون المواجهة من أجل تحقيق مشروعهم وهو الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، لكن هذا لن يحصل بدون تشتيت تمركز الشريط السكاني التركماني، ولذلك شاركت الطائرات الروسية وكذلك قوات حزب الله وجيش الأسد من البر في هجمات مكثفة ضد هذا الشريط التركماني.

إذا استطاعوا طرد التركمان من هذه المنطقة، سيملأ حزب الاتحاد الديمقراطي الفراغ هناك غرب نهر الفرات، وستصل كانتونات الحزب إلى حدود محافظة هاتاي، لكن أنقرة ستقوم بكل ما بوسعها من أجل صمود التركمان في تلك المنطقة، وستقدم كل الدعم اللازم من أجل أنْ يتغلبوا محاولة سيطرة القوات الروسية وقوات الأسد على أراضيهم وقراهم.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس