ترك برس

رجّح خبراء ومحللون سياسيون، أن تدعم روسيا القوى الكردية داخل وخارج تركيا، ردًا على إسقاط مقاتلتها "سوخوي 24" الثلاثاء الماضي، التي انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا، رغم التحذيرات.

وبحسب تقرير لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، فإن المقاتلات الروسية بدأت خلال اليومين الأخيرين بقصف خط جبهة المعارضة السورية، في بلدة "إعزاز" شمالي سوريا، في الوقت الذي فيه شن عناصر من الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" -ذراع منظمة "بي كي كي" الإرهابية، داخل سوريا، هجوما للسيطرة على البلدة.

وذكر التقرير، أن الغارات الروسية استهدفت كذلك، خط جبهة المعارضة على أطراف بلدة  "دير جمال"، بشمال حلب، لوقف تقدم عناصرها أمام عناصر الجناح العسكري لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، مضيفًا أن "الطيران الروسي، كثّف غاراته على بلدات "مريمين"، و"مالكية"، و"زيارا"  الخاضعة لسيطرة المعارضة، والواقعة شرق بلدة "عفرين" شمالي حلب، حيث وفرت غطاءًا جويًا للقوات الكردية، و"قوات سوريا الديمقراطية".

رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية "أندريه كورتونوف"، رجّح في تحليله لموقف أنقرة وموسكو في ضوء التصريحات التصعيدية بين البلدين، أن تلجأ روسيا إلى استخدام الورقة الكردية كرد على إسقاط أنقرة لطائرتها العسكرية، وأن تركز جهدها العسكري على أهداف داخل الحدود التركية السورية، وذلك خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، على قناة "الجزيرة" القطرية.

وأشار كورتونوف إلى أن موسكو قد تلجأ أيضًا، إلى دعم المعارضة الكردية داخل تركيا، وتركز جهودها على ضرب أهداف على الحدود السورية التركية، حيث  قتل الطيار الروسي مؤخرًا.

ولفت الكاتب والصحفي "فراس أبو هلال" في مقالة له نُشرت عبر "الجزيرة نت"، إلى أن "الدخول الروسي على خط العلاقة مع الأكراد شكل "جرس إنذار" لأنقرة، وعامل استفزاز يفوق العاملين السابقين في تفجير الأزمة، وربما يكون القرار التركي بإسقاط الطائرة الروسية ردا مباشرا على "اللعب" بهذه الورقة، بما تمثله من تأثير على الأمن القومي ومن رمزية في عقيدة الجيش التركي".

وقال أبو هلال إنه "بالنظر إلى تعقيدات المشهد، وإلى طبيعة العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، فمن غير المتوقع أن تؤدي حادثة إسقاط طائرة روسيا لحرب شاملة بين البلدين، لكنها قد تتسبب بتداعيات خطيرة، تحاول من خلالها موسكو "رد الإهانة" التي تعرضت لها، وحفظ "ماء الوجه" ولكن دون الدخول في مواجهة مباشرة ستسبب مزيدا من الخسائر لروسيا"، مضيفًا أن "من المتوقع أن تلجأ روسيا إلى معاقبة تركيا من خلال تكثيف الحرب على حلفائها بسوريا، ولتحقيق ذلك فإن قوى المعارضة العسكرية التي يعتقد أن أنقرة تقدم لها الدعم ستتعرض لحرب شرسة من الطيران الروسي بالمرحلة القادمة".

وأردف قائلًا: "قد تلجأ تركيا للرد على هذه الحرب الروسية بزيادة الدعم العسكري للفصائل العسكرية السورية، وربما تعمل على تقديم أسلحة نوعية أو مضادات أرضية للطائرات لهذه الفصائل، وهو ما يعني أن حربا شرسة ستدور بالوكالة بين روسيا وتركيا، سيدفع ثمنها في الغالب السوريون والتركمان، ولكنها ستساهم أيضا في تعميق المستنقع السوري الذي بدأت موسكو تغرق فيه أكثر يوما بعد يوم".

وشهدت العلاقات بين روسيا، ومنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، التي تسيطر عناصرها على بلدتي عين العرب (كوباني) وبلدة عفرين، تسارعاً خلال الشهرين الأخرين، من خلال استفادة المنظمة من التنافس بين موسكو وواشنطن، من أجل فرض السيطرة على بلدتي "إعزاز"، التي تُسيطر عليها قوات المعارضة السورية، وبلدة "جرابلس"، الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش" من أجل ربط  "كوباني" و"عفرين".

وكان مساعد وزير الخارجية الروسي، الممثل الخاص للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لمنطقة الشرق الأوسط، "ميخائيل بوغدانوف"، التقى بالرئيس المشارك لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" "صالح مسلم" في باريس بعد 11 يومًا من إنطلاق الغارات الروسية على سوريا، وفي 21 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي استقبل "بوغدانوف" في موسكو، الرئيسة المشاركة الثانية للمنظمة، "أسيا عثمان"، وممثلين من كوباني، أعقبه جهود فتح ممثلية للمنظمة في روسيا.

وقال الرئيس الروسي، في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إنه يتعين على  منظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن تتوحد مع قوات نظام الأسد، داعيا المنظمة إلى القتال إلى جانب النظام في الحرب الدائرة في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!