هلال قابلان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

احتجت تركيا على اختراق الطائرات الروسية للأجواء التركية في 3و4 من الشهر الماضي عبر استدعاء وزير الخارجية للسفير الروسي وتذكيره بقواعد الاشتباك. وفي 24 من الشهر الحالي اخترقت طائرة روسية الأجواء من جديد، وفي غضون 5 دقائق عبرت الأجواء التركية 10 مرات، لترد بعد ذلك تركيا بإسقاط الطائرة بعد تجاهلها للتحذيرات. أسقطت تركيا طائرة الحرب المقدسة الروسية التي انطلقت من كنيستهم الأرثوذكسية لتخترق الحدود المقدسة عند الأتراك.

تستخدم روسيا قوتها المفرطة من فترة طويلة في جورجيا وأوكرانيا والقرم وحاليا في سوريا في محاولة منها لإظهار سطوتها وجبروتها. وكما كان الحال في القرم فقد أبدت تركيا رغبتها لحل سوء التفاهم مع روسيا بالدبلوماسية والقوة الناعمة. ورغم استهداف روسيا لتركمان سوريا بعشرات الغارات والضربات العسكرية المتلاحقة إلا أن تركيا لم تتخلى عن خيار الدبلوماسية وحاولت التدخل عبر المؤسسات الأممية. في المقابل كان عنوان سياسات إدارة بوتين يتصف بالبلطجة حتى اصطدم بجدار أردوغان.

في يوم الحدث قال أردوغان إنهم فعلوا وحاولوا قدر استطاعتهم وإن إسقاط الطائرة جاء كمحاولة لحماية الحدود دون أي عداء مع روسيا، وصرح أيضا بأنه لا يمكن قبول ادعاءات روسيا بحربها على داعش وهي تضرب وتقصف المعارضة السورية وتركمان سوريا وأن أقرب نقطة عن سيطرة داعش تبعد عن التحرك الروسي ما يقارب 280 كلم. وفي حال لم يستمع بوتين لتحذيرات أردوغان فإن العلاقات التركية الروسية ستشهد مزيدا من التوترات في الأيام القادمة.

نقرأ لجوء بوتين في تصريحاته للعاطفة والمظلومية تحت بند "طعنونا في ظهرنا" واستخدامه لأكاذيب مثل "تركيا تشتري النفط من داعش" و"أسقطوا الطائرة التي تقصف داعش" البعيدة عن الحقائق، إنهم يواجهون عجزا في احتواء التوتر وهي أيضا محاولة لجمع شتاتهم أمام الخطوط الجديدة للكاريزما التركية. أما الحقائق على الأرض فتشير إلى أن روسيا تضرب المدنيين في مناطق داعش وتضرب كذلك قوى المعارضة، فمن 20 الشهر الجاري قتلت روسيا 403 مدني بينهم 160 امرأة وطفل، وهذا القتل لن يفيد إلا في دعم الأسد وتقوية ادعاءات داعش.

انتقد الرئيس أوباما روسيا في استراتيجيتها الخاطئة وتصرفاتها غير المسؤولة وقال منتقدا "المشكلة في العمليات الروسية تنبع من استهدافها لقوى المعارضة المعتدلة التي تدعمها تركيا ودول أخرى، وقصفها لمناطق على الحدود التركية". وفي اليوم التالي قام وزير المالية الأمريكي بإدراج أسماء 4 أشخاص و6 شركات روسية داعمة للأسد وتشتري النفط من داعش في قوائم الإرهاب. وتستمر روسيا في زيادة التوتر باستخدامها للقوة المنفرطة والتلويح بالقبول بمذبحة الأرمن، بينما نجد تركيا مستعدة لتخفيف هذا التوتر في حال أكدت روسيا عدم تكرار اختراق طائراتها للأجواء التركية. وعلى روسيا أن تقرأ هذا جيدا لأن تركيا وزعيمها أردوغان ليسوا كغيرهم.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس