نهاد علي أوزجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

تراجعت العلاقات التركية الروسية بشكل كبير مع حادثة اختراق الطائرة الروسية للأجواء التركية، في وقت يدخل فيه التوتر الروسي في العلاقات كل يوم مجالا جديدا، فبعد تعليق الروس للجانب الاقتصادي دخلت عملية تنقل الروس والأتراك بين الطرفين قائمة المنع. في آخر حملة في تدهور العلاقات بين الجانبين كان استخدام روسيا لعملياتها الخاصة التي كانت تستخدمها في الحرب الباردة، هذه التحركات والعمليات الروسية ما هي إلا أنشطة وفعاليات استخباراتية لإنتاج ونشر البروباغاندا. وإذا اخذنا في الاعتبار ماضي بوتين الاستخباراتي فإننا لا نستغرب لجوءه لمثل هذه الخيارات الاستخباراتية.

كان اجتماع وزير الدفاع الروسي مع وسائل الإعلام في مقره الرئيس إعلانا مفتوحا لبداية حرب البروباغاندا، فخيارات وزير الدفاع والنداءات الموجهة للعساكر في كل البلاد والشاشات الكبيرة والوجوه العابسة والتقارير والخرائط كلها كانت من أجل إحداث التأثير على الكتل المستهدفة، والهدف هو خلق تصورات وخيالات سهلة التصديق.

الحملة الأولى في حربهم المفتوحة كانت برفع مصداقية وقدرة إقناع أكاذيبهم المُروجة، ولو عدنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن حملات البروباغاندا البيضاء التي كانوا يروجون نرى أنها كانت تحمل في طياتها بروباغاندا سوداء ورمادية، فهي تعمل الآن على مزج الأكاذيب التي تم ترويجها خلال الأعوام الثلاث الماضية على المستوى العالمي وبالذات في الغرب وعلى المستوى المحلي، من الأكاذيب المتعلقة بداعش إلى تهريب البترول وحتى الإرهابيين الأجانب. يبدو أن مهارات روسيا في البروباغاندا ضعفت منذ الحرب الباردة.

تستهدف هذه الحملات الإعلامية رئيس الجمهورية الطيب أردوغان وعائلته، وهو ما يعني استهداف السياسة التركية الداخلية لزيادة الجدل والاستقطاب داخل تركيا مثل ما كان يحصل في أيام الانتخابات، ليجرّوا الشعب نحو الانقسام، ويجعلوا النصف الآخر متقبلًا أوتوماتيكيا لما يقولونه من غير أن يسأل أو يتحقق. نرى ذلك واضحا في وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل ما ينشره الروس من دون أن تسال أو تستفسر كالمختوم على بصره.

قد نستوعب ونفهم ذلك الجهد من روسيا وبوتين لنشر بروباغاندا أن النفط الذي تأخذه تركيا من حكومة شمال العراق هو نفط داعش، ولو صدقنا بوتين، فإن آلاف ناقلات النفط هذه تعبر خطوط تفتيش البشمركة وأمريكا، كما تمر من عند حزب العمال الكردستاني في سوريا، أفلا يعد نشر وتصديق مثل هذه الكذبة سخرية واستهزاء بنصف الشعب التركي على الأقل؟

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس