ترك برس

قال المفكرالموريتاني "محمد المختار الشنقيطي": إن "تركيا تحتاج إلى سياسة إقليمية تتناسب مع قوتها، ومكانتها في قلوب المسلمين، وتوقعات أحرار الأمة منها، وعدم الاكتفاء بدور الجمعية الخيرية".

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها أستاذ العلوم السياسية وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، في معرض تقييمه للتطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة بعد إسقاط تركيا مقاتلة حربية روسية من طراز "سوخوي 24"، لانتهاكها مجالها الجوي قرب الحدود مع سوريا نهاية الشهر المنصرم.

وأضاف الشنقيطي أنه "إذا لم تتسم السياسة التركية بجرأة أكبر فسيظل الأعداء يدفعونها إلى الزاوية حتى ينقلوا المعركة إلى أرضها، وحينها يكون ثمن المواجهة باهظا جدًا"، مشيرًا إلى أن "من المبشر بخير أن العنجهية الروسية والإيرانية دفعت الأتراك وأهل الجزيرة العربية إلى إدراك وحدة المصائر، والاشتراك في المصادر".

ولفت الشنقيطي إلى أن "تركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة المؤهلة لوقف الفوضى الدموية في المنطقة، والوقوف في وجه الهمجية الإيرانية - الروسية والنفاق الأوربي - الأمريكي"، وأنه "رغم كل قوتها ومؤهلاتها لن تحظى تركيا بالريادة في المنطقة دون دفع ثمن الريادة: مبادرة واقتحاما وبذلا للدماء إنقاذا للأرواح والأوطان".

وأوضح المفكّر الموريتاني بأن "من أسباب عصبية بوتين في خطابه الأخير -إضافة إلى جهالته الشخصية- إدراكه لخطة تركيا بالاستغناء عن الطاقة الروسية بالطاقة القطرية والسعودية"، مبينًا أن "وضعُ تركيا في منطقتنا اليوم يشبه وضعَ أميركا مع أوروبا في الحرب العالمية الثانية: الدولة الوحيدة المؤهلة للريادة إذا قبلت دفع ثمن الريادة".

وأشار إلى أن "تركيا ترددت في موجهة الأسد فتدخلت إيران، ثم ترددت في مواجهة إيران فتدخلت روسيا، تأخير القرار الاستراتيجي عن وقته مهلكة، للأسف أن تركيا تدفع اليوم ثمن التردد المفرط، والحذر من المخاطرة في سياستها الخارجية، وضعف الخيال السياسي، والثقة الزائدة في أوروبا وأمريكا".

وأردف الشنقيطي قائلًا: "يقول الأحبة الأتراك لإخوانهم السوريين: "أنتم المهاجرون ونحن الأنصار"، لكن الأنصار كانوا يقاتلون مع المهاجرين ولا يكتفون بإيوائهم، الشعب التركي شعب كريم، والحكومة التركية يقودها رجال نبلاء، وتركيا هي رئة الشعب السوري المجاهد، لكن العمل الإنساني ليس استراتيجية سياسية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!