كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تزداد الأزمة السورية يوما بعد يوم، وتكتسب أبعادا إضافية مع مرور الوقت، حيث نعيش في الأراضي السورية حراكا عسكريا هو الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية، وتسبب الحراك الروسي والإيراني في سوريا بجرف العالم كله إلى سوريا، لتنطلق السفن الحربية والجنود التابعين للإنجليز وألمانيا وفرنسا والدنمارك نحو البحر الأبيض المتوسط، ويرى بعض المحللين أننا على أعتاب حرب عالمية ثالثة.

ولا شك أنّ التطورات الحاصلة على حدودنا الجنوبية، تؤثر بصورة مباشرة على وحدة التراب التركي، ولا بد لنا أنْ نسأل أنفسنا، هل نحن جاهزون لمواجهة عواقب إسقاط الطائرة الروسية؟ وهل نستطيع العبور بأمان من أكبر أزمة يعيشها العالم بعد الحرب العالمية الثانية؟

أعتقد أنّ علاقتنا مع حلف الناتو اليوم أفضل من أي وقت مضى، وتصريحات حلف الناتو الأخيرة أعطت رسائل حول وقوف حلف الناتو خلف تركيا الدولة العضو في الحلف، وكذلك وردت تصريحات داعمة لأنقرة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر إيجابي، لكن هذه الرسائل الإيجابية الواردة من الغرب لا تكفي وحدها لتكون عنصر اطمئنان بالنسبة لنا، فتركيا اليوم أمام خطر إرهاب انفصالي في الداخل والخارج، ولهذا فإنّ على الشعب والحكومة أنْ يكونا يد واحدة لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد وحدتنا، وينذر بنشوب حرب أهلية، وهناك أطراف تسعى لتحقيق ذلك، مثل سوريا وإيران وحزب العمال الكردستاني.

وتوجب على الدولة أنْ تتخلص من "نظام الحكم المزدوج"، فنحن فعليا الآن نواجه أزمة في هذا الموضوع، وهي أزمة الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ونستطيع تجاوز هذا التشابك من خلال الانتقال إلى النظام الرئاسي، وهذا يتطلب الحصول على موافقة المعارضة، لكن ذلك أقرب للاستحالة في الوقت الراهن، ولذلك يبقى نموذج "رئاسي حزبي" هو الأقرب للحصول على موافقة المعارضة، وفيه يكون رئيس الجمهورية من صفوف حزب سياسي، ونستطيع تفعيل هذا النظام من خلال تغيير المادة رقم 101 في دستور البلاد، وبالتالي نستطيع الانتقال إليه بصورة أسهل من الانتقال للنظام الرئاسي الذي يتطلب تغييرا شاملا، وتعديل تلك المادة سينقذ تركيا من نظام الحكم المزدوج، وهذا بدوره سيفتح الطريق أمام تركيا، لتواجه الأزمة السورية بصورة افضل.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس