ترك برس

اعتبرت القيادة العراقية أن تواجد بعض الجنود الأتراك في منطقة "بعشيقة" التابعة لمدينة الموصل "اعتداءًا سافرًا" على السيادة العراقية، وطالبت القيادة العراقية، على لسان رئيس وزرائها "حيدر العبادي"، تركيا بالانسحاب العاجل من الموصل لمدة أقصاها 48 ساعة، تنتهي هذه المدة اليوم.

وصرح الجعفري، في رسالة أرسلها اليوم إلى الحكومة العراقية، أنه في حال لم تنسحب القوات التركية من الموصل اليوم، فإن العراق سيتوجه إلى مجلس الأمن، وسيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق تركيا "التي اعتدت على السيادة العراقية".

ومن جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء التركي والناطق باسم الحكومة التركية "نعمان كورتولموش" أن بلاده تحترم وحدة الأراضي العراقية وسيادتها، منوهًا إلى أن القوات التركية تهدف من تواجدها في الموصل دعم قوات البشمركة والحشد الوطني من أجل استعادة الموصل من تنظيم داعش "الإرهابي".

وأشار كورتولموش إلى أن تركيا أرسلت قواتها إلى الموصل في أيلول/ سبتمبر 2014 الماضي، وتمت علمية الإرسال بناءًا على التنسيق التام مع إقليم شمال العراق والحكومة المركزية للعراق في بغداد.

وفي شأن متصل، أعرب محافظ الموصل الأسبق "أثيل النجيفي" عن اشتغرابه الشديد من اعتراض رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" على تواجد القوات التركية في الموصل، مبينًا أن تواجد هذه القوات جاء بناءًا على طلبه الشخصي في سبتمبر الماضي.

ويرى الباحث السياسي والعامل في وزارة الخارجية التركية "أفق أولوطاش" أن "اعتراض العراق على تواجد القوات التركية في العراق يبدو أمر غير مألوف، لا سيما في ظل تواجد هذه القوات بناءًا على التنسيق المشترك الذي تم بين الطرفين في العام الماضي".

ويوضح أولوطاش أن "السبب الرئيس وراء اعتراض العراق هو "حرب الإرهاب الإعلامي الشرسة" التي تتعرض لها  تركيا في الفترة الأخيرة،  خاصة بعد قيام وسائل الإعلام بالمبالغة في عدد الجنود الأتراك الموجودين في بعشيقة، إذ أن الرقم الحقيقي لهؤلاء الجنود هو ألفين جندي، وجرى في الفترة الأخيرة تغييرهم وإضافة عدد قليل إليهم، ولم يتجاوز هذا العدد مائة وعشرين جندي".

ويُضيف أولوطاش: "لكن للأسف، وسائل الإعلام لم تنقل الصورة بشكلها الحقيقي، إذ إدعت بعض وسائل الإعلام وجود 4 آلاف وبعضها زادت من كمية البهارات فادعت وجود 30 ألف جندي تركي جدد في بعشيقة، الأمر الذي بعث بالقلق الشديد لدى الإدارة العراقية حول إمكانية قيام تركيا بتحرير الموصل وضمها إليها".

ويشير أولوطاش إلى أن "الادعاءات لم تقف على هذا الحد، بل تمادت في ذلك، ووصلت إلى حد الادعاء بأن تركيا تقوم بتدريب "الحشد الوطني" سني الهوية، بهدف إنشاء جيش سني تابع لتركيا بشكل مباشر، يعمل على تحرير المناطق السنية في العراق من داعش، ويجعلها مناطق تابعة لتركيا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا".

ويقول أولوطاش إن "العراق وتركيا يجب أن يتحلوا بالحكمة وضبط النفس، ويجب على الطرفين تجنب الانزلاق إلى بئر هذه الادعاءات المُظلم الذي يستهدف العلاقات الحيوية بين الطرفين، تركيا أبدت كل استعدادها للتعاون مع العراق وتقديم الدعم اللوجستي والمادي لدحر داعش، وأكدت أكثر من مرة أنها لا تهدف إلى ضم الموصل إلى تركيا إطلاقًا، كما تدعي بعض وسائل الإعلام".

ويتابع أولوطاش قوله مبينًا أن "تركيا قامت بما يجب القيام به لتجنب التوتر مع العراق ولاستيعاب الأزمة، والأن الكرة في ملعب العراق، نتمنى من العراق أن يكون حرًا في قراره وإلا يتبع لأي طرف من أطراف اللعبة في المنطقة، يجب أن يتجه العراق إلى العقلانية لاستيعاب التوتر وتجنبه".

ويُذكر أن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" كان قد أكد على أن "القوات التركية المتمركزة الآن في بعشيقة، تم إرسالها إلى المنطقة بناءًا على التنسيق التام مع وزارة الدفاع والحكومة العراقيتين وإقليم شمال العراق، وهدف تواجد قواتنا هناك هو؛ تقديم التدريب والدعم اللوجستي لقوات البشمركة والقوات العراقية وقوات "الحشد الشعبي".

ونفى داود أوغلو ادعاءات محاولات تركيا ضم الموصل لأراضيها نفيًا قطعيًا، وبين في الرسالة التي أرسلها إلى الحكومة العراقية بالأمس 7 ديسمبر 2015، أنه "لا يوجد دولة في العالم تحترم سيادة العراق بقدر تركيا"، منوهًا إلى "استعداد تركيا التام للتعاون مع الحكومة العراقية المركزية لاستيعاب الأزمة وتجنب التصعيدات المحيطة بها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!