ترك برس

كان الأتراك منذ تواجدهم في آسيا الوسطى يحبون الضيافة وإقامة الولائم الكبيرة لأجل الضيوف ولأجل الفقراء أيضا. ويعدون تقديم الطعام دليلًا على حسن الضيافة. ولذلك كانت المراسم والاحتفالات مثل الزواج والختان والولادة ودفن الموت والأعياد وإرسال الشباب إلى الجيش وغيرها فرصة لإقامة الولائم وتقديم الطعام.

وبجانب الشعب، ورجال الدولة التركية القديمة كان يستحب لدى الأتراك إطعام الفقراء في البلاد دون التفريق بين أحد، كما كان ينظر إلى أن تقديم الطعام للفقراء هو من وظيفة الدولة.  وتشير "حفريات أورهون" التركية التي كتبت في القرن الثامن إلى أن "هاكان غوكتوك" أمر ب "إطعام  الجياع وكسو العراة" في بلاده.

وتقول أسطورة تركية "ده ده كوركوت"، التي تعد من أهم المصادر القديمة التي تتكلم عن الحياة اليومية والاجتماعية، وعن ثقافة الأتراك "أوغوز" حول الولائم؛ إن الخانات الشهيرة "مثل بايندر خان" و"درسه خان" و"كازان بك" كانت تقيم الولائم لأجل السكان في كل المناسبات. وعندما زاد عدد الذين يطعمون في الولائم زادت أيضا مكانة "البيك"و"الخان" لدى الشعب.

وصلت هذه العادة من آسيا الوسطى الى الدولة السلجوقية وبعدها إلى الدولة العثمانية ومنها إلى يومنا هذا.

وكانت من أكبر الولائم في العهد العثماني التي أقيمت لأجل حفل زفاف الأمير محمد ابن السلطان مراد الثالث، الذي نظم في عام 1582 واستمر شهرين، تكلم المدعوون الأجانب في كتبهم عن الولائم في هذه الحفلة. ويعرف أيضا أن السلطان مراد الثالث في حفل زفاف ابنته عائشة سلطان قدم للحاضرين كعكة على شكل قلعة، كما قدم 4 حمولات من السكريات والحلويات التي حملها الجنود البحَّارة العثمانية.

ومنذ العهد العثماني وحتى يومنا هذا تقام الولائم الكبيرة في الحفلات، وتجهز لها العديد من المأكولات مثل حساء اللوز والأرز واللحوم وحلوى الزرده بكمية كبيرة تكفي الآلاف أشخاص. ويأكل المشاركون في الحفلة من هذه الأطعمة، حتى إذا شبعوا منها يأخذون معهم الطبق الذين أكلوا فيه إلى منازلهم. وكل هذه المناسبات والولائم تشير إلى غنى وكرم الدولة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!