ترك برس

"نور بانو سلطانة" هي زوجة "السلطان سليم الثاني"، ووالدة "السلطان مراد الثالث"، وكنة "حرم سلطان" التي تعد أقوى النساء في الدولة العثمانية. اسمها الحقيقي وموطنها الأصلي غير معروف بالضبط. ولكن يدعي بعض المؤرخين الأتراك أنها ابنة عائلة يهودية من مدينة البندقية. وفي عشرينيات القرن السادس عشر، اختطفت وهي تبلغ من العمر 10 سنوات من قبل قرصان عثماني وبيعت كجارية لقصر "توب قابي".

كانت السلطانة نور بانو امرأة ذكية جدا، ولفتت بذكائها انتباه "حرم سلطان" التي زوجتها بعد فترة من ابنها "السلطان سليم الثاني"، لتنجب له أول أبنائه "السلطان مراد الثالث"، ومن ثم أسلمت وحملت اسم "نور بانو".

بدأت بعد ذلك السلطانة نور بانو بمد نفوذها شيئا فشيئا بداخل قصر توب قابي في عهد زوجها السلطان سليم الثاني، والذي تدعي بعض الروايات أنه كان يعطي زوجته مكانة كبيرة حتى أنه تؤثر في قراراته. لعبت السلطانة نور بانو في فترة حكم زوجها دورًا هاما في السياسة الخارجية العثمانية، كما اهتمت بالعلاقات بين الدولة العثمانية والدول الأخرى، وخاصة جمهورية البندقية التي يعتقد أنها تنحدر منها.

ومع تولي ابنها السلطان مراد الثالث عرش الدولة العثماني أصبحت "والدة سلطانة" رسميا، وتعد نور بانو المرأة الثانية التي حصلت على هذا اللقب بشكل رسمي في الدولة العثمانية بعد السلطانة "حفصة خاتون"، وهي أم السلطان سليمان القانوني. وبجانب ذلك لقبت أيضا بـ"دولتلي عصمتلي نور بانو سلطان"، وتعني "السلطانة العفيفة ذات العصمة نور بانو صاحبة الدولة".

وإلى جانب أعمالها في الدولة العثمانية، اهتمت السلطانة نور بانو بالمنشآت المعمارية في إسطنبول، حيث أمرت بإنشاء مجمع ديني تعليمي في منطقة أوسكودار، والتي تعد من أقدم المناطق إسطنبول، كما أنشأت مسجدا ومدارس دينية وخانات ومستشفيات. كما أمرت السلطانة بإنشاء حمام "شمبرلي تاش" الشهير، والذي بناه "المعمار سنان".

توفيت السلطانة نور بانو في فترة حكم ابنها "السلطان مراد الثالث" بعام 1583، ودفنت في ضريح "السلطان سليم الثاني" الذي يقع في أياصوفيا بإسطنبول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!