كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

اتهم وانتقد رئيس حزب الشعوب الديمقراطية تلك الأصوات المعارضة لشعاره الذي كان قد رفعه سابقا "لن نجعلك رئيسا" معبرا عن عدائه لأردوغان، وحسب وصف ديميرطاش فإن الحزب يُخفي شريانا أردوغانيا، أو ما يسمون بالأردوغانيين المختفين، وهم وبكل بساطة الباحثون عن حزب العدالة والتنمية لحل مشاكل الأكراد! وكأنه وجب عليهم أن يبحثوا في أماكن أخرى!

لم تتأخر تعليقات ديميرطاش على هؤلاء المُختفين، وأعتقد أن تصريحات ديميرطاش جاءت كتحضير وتمهيد لمؤتمر الحزب القادم، فكلامه هذا يأتي ردا على مواقف كل من سيري ساكيك وحاسب كبلان، وكان الأخير قد رفض ترشح ديميرطاش لرئاسة الحزب من جديد متجاهلا قانون الترشح لمرتين فقط. فالمعارضة القوية لديميرطاش في تخليه عن مشروع مباحثات السلام وترشحه لقيادة الحزب من جديد هو ما دفعه إلى محاولة استغلال وتحريك العواطف المعادية لأردوغان في سبيل تصفية حساباته مع خصومه، فهو يريد التخلص ممن يسعون إلى تحويل الأكراد إلى أتراك ومن ثم جلب الأكراد لطاولة أردوغان حسب ادعائه.

يريد تصفية "الأردوغانيين المختفين" بنفس الطريقة التي نجح فيها عندما أطلق شعاره السابق وقال "اليسار الجديد". والهدف هنا واضح وبسيط بالنسبة لديميرطاش، وهو العودة إلى حال العداء مع تركيا والقضاء على آخر أحلام مشروع مباحثات السلام. ويأتي استهداف أردوغان وشخصه من قبل ديميرطاش وحزبه لأنه يُعد الرمز والرابط بين الأتراك والأكراد، وهم يريدون كسر هذا الرابط حتى يستطيعوا العودة لانتقامهم.

لا يعدو ديميرطاش عن كونه أداة في مشروع عالمي يهدف إلى إنهاء مباحثات السلام التي كانت قد شارفت على الاكتمال ورسم الخط القاطع بين الأكراد والأتراك، واستخدم في إنهاء هذا المشروع كل من حزب العمال الكردستاني وبعض السياسيين من حزب الشعوب الديمقراطية، وتمتد أجندات هذا التحرك من أمريكا وحتى بروكسل، فهم من يدعمون ويساندون ديميرطاش. ولا تقتصر عداوة أردوغان على شخصه هنا بل هي عداوة لتركيا، ولهذا فإنني أتمنى النجاح لمن يحب أردوغان في حزب الشعوب الديمقراطية، كما وأتمنى أن ينجحوا في طريقهم للسلام.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس