فاطمة أوزكان - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

صرح السكرتير العام لمؤتمر أهل البيت العالمي آية الله محمد خلال زيارته لإيريفان قائلًا إن "إيران وأرمينيا قوم واحد ودولتان"، ونشكره على هذا التصريح، فمن فمه أدان نفسه وصدّق ما كنا نقوله ولا يصدقنا البعض بأن إيران تعادي الدول الإسلامية وتجعل من نفسها معارضا لدول مثل تركيا وأذربيجان. وأصبحنا اليوم نرى حقيقة إيران المذهبية الفارسية أكثر وضوحا مع خطواتها الجديدة التي تستمر في اتباعها.

قد نعلم بعض الحقائق التاريخية عن قيام دولة أرمينيا، ولكن ما يجب أن نعلمه جيدا هو أن إيريفان كانت إمارة إسلامية تركية، وكان تحريف وتزوير الحقائق وادعاء الإيراني آية الله أن المسجد التركي هو مسجد فارسي ما هو إلا كشف آخر عن الوجه الحقيقي لإيران. ولم يعد منظر إيران الخادع بأنها تحارب الصليبية وأمريكا وتنصر القضية الفلسطينية من أجل مكاسب سياسية خافيا على أحد بعدما تكشفت عورات إيران بتصرفاتها المعادية للإسلام والدول الإسلامية في المنطقة وتناغم هذا العداء مع العداء الصليبي.

لم تختلف إيران اليوم التي تعارض تركيا وتتحالف مع روسيا عن سابقاتها التي ناصبت العداء للعثمانيين والأتراك المسلمين وسعت في نشر المفاسد وقطع أوصال المسلمين. فيجب علينا أن نرى بوضوح الأهداف الحقيقية من خلف ستارة الإسلام التي تحاول إيران أن تغطي نفسها به لتخفي أطماعها الفارسية وراء ضرباتها المستمرة للعالم الإسلامي وبالأخص الأتراك والأكراد. فسياساتها التي تخلو من أي رحمة تستهدف الأتراك في مناطقها الشمالية والجنوبية لأذربيجان بهدف القضاء عليهم! ولهذا فمن يعلم ويفهم إيران جيدا كما أفهما لن ينخدع بدعاويها الإسلامية والإنسانية مثل ادعائها تبني القضية الفلسطينية، ولن ننخدع أيضا بالغطاء الشفاف الذي تحاول أن تغطي نفسها به لتخفي أهدافها الحقيقة مثل الغطاء الروسي اليوم.

في زيارة برزاني السابقة لأنقرة وضحت المعالم الحقيقية لما يجب أن تتجه إليه المنطقة، ففي العقل الباطن لبرزاني كان يعلم أن تركيا هي السند الحقيقي والداعم المضمون ضد الضغوط الإيرانية، ففي الاجتماع الذي دار في ديار بكر بين أردوغان وبرزاني وحضره كل من شيفان بيرفار وتتلي سيس كانت النوايا قد بُيتت، وظهر الخط الحقيق لما يجب أن تسير عليه المنطقة في لقاء أنقرة، فالحل الوحيد للمنطقة في مواجهة الحقد الإيراني الفارسي هو تعاون واتحاد الأتراك والأكراد أمام ذلك المد، ففي الوقت الذي تسعى إيران فيه لسحق الحضارة الإسلامية وقطع أوصالها وشرايينها أو حتى احتمالية استخدامها للأسلحة النووية في هذه الأهداف، كانت وما تزال تركيا تعمل على حفظ الحضارة الإسلامية والدفاع عنها بزرع بذور المحبة والعدل. وهذا هو الشيء الذي لم تفهمه وتعقله إيران بعد...

عن الكاتب

فاطمة أوزكان

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس