أحمد كيكيتش - جريدة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

لعل ذلك الشخص الذي حاول بكل الوسائل  - دون أن يكون حتى قد أدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة التركي كأحد أعضائه  - مخاطبة الرئيس الروسي بوتين بضرورة إظهار نوع من التفاهم والاستجداء منه إذا أمكن "تمويل حزب الاتحاد اليمقراطي بالسلاح الوفير"، قد أدلى مبتسمًا في المؤتمر العاجل للمنظمة المسماة  بـ"مؤتمر المجتمع الديمقراطي" بكلمات من نوعية الاستقلال الذاتي وخلافه...

وهل كان يقصد احتمالية قيام دولة كردية مستقلة في كلماته تلك؟... لا أعرف.

ولعل التاريخ قد يمضي تجاه هذه النقطة... ولنفترض أن "لكل عرق حقه الكامل في تحديد قدره" محاولين بذلك عدم فرض نوايا سيئة في هذا الصدد على اعتبار أنهم لا يفكرون في تحقيق أحلامهم هذه داخل حدود الجمهورية التركية؛ لأنه لايمكن أن نسمح بفرضيات من نوعية "هيا بنا نؤسس الدولة الكردية".

وليسألوا هذا الفصيل الاجتماعي الذي يحاولون أن يهبوا له هذه الدولة.

ولعل هذا الفصيل الاجتماعي {الأكراد}  بعد أن رأى كل هذه الرذائل المرتكبة تحت غطاء "انقلاب الإدارة الذاتية"؛ لن يرحب بذلك قائًلا "تفضلوا وأنشئوا دولتكم المستقلة... أعناقنا تحت أمركم"، ولنتساءل لماذا يريد هؤلاء "الاستقلال الذاتي"؟

لأنهم يزعمون أنهم ضد الديكتاتورية وضد نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم. وأنهم لا يريدون العيش في ظل "سيطرة الحاكم الواحد".

وحسنًا أيها الإخوة الأفاضل...

إذا كنتم تزعمون أنكم ضد الديكتاتورية فلماذا تنخرس ألسنتكم أمام "فاشية وديكاتاتورية تنظيم بي كي كي"؟

ولماذا لا تستخدمون جملة واحدة خارج جمل وتلقينات جميل باييك؟

ولماذا عندما احتد مراد قارلايان في هجومه ومعارضته الوقحه لم تصححوا الصورة وتقولوا "لم نقصد ذلك وقد تم فهمنا بشكل خاطئ"؟

ولماذا لم تتوجهوا بالسؤال لـ"بسا هوزات": "من أين لك مسؤولية قرار البدء في ثورة الفصيل الكردي الانقلابية؟ وتقولوا لها: "فلتجلسي مكانك يا امرأة...".

تدعون أنكم ضد الديكتاتورية ولا يسمع لكم صوت مخالف داخل البنية الدكتاتورية التي تنتمون لها.

لا تعترفون بحق الحياة لأي فصيل مخالف لكم... ولا يمكنكم استيعاب فصائل اجتماعية متنوعة بداخلكم... ولا تسمحون للفصيل الكردي الذي تزعمون أنكم تمثلونه بالأختيار طبقًا لمعتقداته وثوابته الأخلاقية.

وتعدّون كل ملتحي عضوًا في داعش، وكل منقّبة إنسانة رجعية، وكل مواطن كردي متنظم في صلاته جاسوسا لحزب العدالة والتنمية.

وتسكتون كل الأصوات صاحبة الفكر المختلف والنظرة النقدية بمعرفة عصابتكم المسلحة المسماة بحركة الشباب الثورية.

ولعل من الممكن أن تنادوا بفكرة الاستقلال، لأن هذه في النهاية فكرة ولا يوجد ما يعوق التعبير عنها كفكرة. ومن الممكن أن تطالبوا بإدارة محلية قوية علي أساس فكرة "اللامركزية" أو "الإدارة المحلية". ومن الممكن أن تشترطوا عقب ذلك فكرة "الإقليم المستقل" و"المنطقة المستقلة". وصدقوني من الممكن أن يلتف حولكم فصيلكم المجتمعي إذا ما طرحتم مثل هذة الأفكار.

فهذة أفكار وأنشطة مشروعة. يمكنكم الالتفاف حولها. ولعل لديكم حزبكم، وجمعياتكم، وصحافتكم، وقادتكم، ونوابكم البارعين في التعبير في كافة المناسبات والفاعليات.

بل إن لديكم ائتلاف موحد في البرلمان.

ولكم حتى نائب عن رئيس البرلمان.

ولا يوجد حائل أو مانع من دفاعكم عن هذة الأفكار أو قوى أمنية ستلقي القبض عليكم وتلقي بكم في عربات الشرطة إذا ما دافعتم عنها.

ولكن عليكم أن تطرحوا هذة الأفكاروهذة الطلبات  بشكل علني ومشروع...

و عليكم أثناء القيام بذلك ألا تستمروا في حفر الخنادق أو إقامة السدود علي رأس الشوارع. وألا تصوبوا رصاص أسلحتكم يمينًا وشمالا، وألا تستهدفوا الجوامع بقذائفكم، وألا تحرقوا عربات الشرطة وسيارات الإسعاف بنيرانكم، وألا تفخخوا الطرق بألغامكم، وألا تقتلوا أطفال الشوراع بغوغائيتكم.

ولنفترض أن التاريخ قد سار في هذا المجرى. وأسستم دولة كردية مستقلة.

فهل ستحظرون اللغة العربية؟

هل ستحولون الآذان للغة التركية؟

هل ستعدمون من يرفض ارتداء القبعة؟

ملحوظة: لعلي أتوجه هنا بتهنئة لرئيس الوزراء التركي السيد أحمد داود أوغلو علي إلغائه لبرنامج زيارته لحزب الشعوب الديمقراطي. فليس هناك رد أبلغ من هذا على ذلك القول الوقح بأنه "سيأتي لشرب شاي  مهرب" مع إدارة الحزب.

عن الكاتب

أحمد كيكيتش

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس