كورتولوش تاييز - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

لا أتوقع أن يكون العقاب الذي يمكن أن يتخذ بحق هؤلاء الأكاديميين الذين وقعوا على وثيقة ينتقدون فيها الدولة ولا يصفون تنظيم "بي كي كي" بالإرهابي بل يقدمون له الدعم المعنوي أكثر من هذا الموقف المحرج الذي وضعوا أنفسهم فيه. فلم يمضي يوم على التوقيع على هذه الوثيقة المخزية حتى قام تنظيم بي كي كي الإرهابي بقتل رجل أمن وأربع أطفال وإمرأة في بلدة تشينار في جنوب شرق تركيا، لتجعل الموقعين على تلك الوثيقة يقفون موقفًا مخزيًا أمام الرأي العام، حيث لا نحتاج في هذا الإطار الرد على تلك الوثيقة لأن الأحداث وإجرام تنطيم بي كي كي الإرهابي كفيل بالرد العملي على هذه الوثيقة، هنا 1100 أكاديمي وقعوا على وثيقة العار جعلتهم أمام موقف لا يحسدون عليه ليوصفوا الآن بأنهم يدعمون أكثر المنظمات الإرهابية دموية في تركيا. هنا بعد المجزرة البشعة التي نفذها التنظيم في بلدة تشينار أود أن أعرف بماذا يفكر هؤلاء الموقعون على الوثيقة؟  وهل سيقفون وراء توقيعاتهم المخزية؟

في الواقع لا أظن أنهم سيتراجعون عن مواقفهم في الوضع الحالي، فهؤلاء المتنورون وجدوا من الوقوف والحديث عن إرهاب داعش فرصة لإظهر أنهم يقفون ضد الإرهاب. في الوقت نفسه لا يلتفتون للحديث عن مجزرة بشعة قام بها تنظيم بي كي كي الإرهابي بحق مدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فهم لا يرون ما يقوم به تنظيم بي كي كي عملا إرهابيا. فهم من أعلن الحداد وأظهر الحزن الشديد على ضحايا باريس فيما لا يرون الضحايا التي تسقط يوميا على يد تنظيم بي كي كي في جنوب شرق تركيا.

في اعتقادي أن السبب وراء وصول التنظيم إلى هذه المرحلة هم هؤلاء الذين يدعون التنور، فبدلًا من الوقوف مع القضاء على ذلك التنظيم الذي مارس جميع أنواع الإرهاب منذ ثمانينات القرن الماضي حتى وصل بهم الحال مؤخرا إلى النزول إلى المدن والقرى وارتكاب المجازر بحق المدنيين، يقومون بدعم التنظيم والتوقيع على عريضة ينتقدون فيها الدولة ويدعمون التنظيم الإرهابي، نعم لهذا السبب فإن التنظيم ما زال منذ أكثر من ثلاثين عام مستمر، لأنه على الرغم من ارتكاب التنظيم  مئات المجازر ما زال يجد أكاديميين يدافعون عن إرهابه، ولهذا السبب أعتقد أنه لم يتم القضاء على التنظيم حتى الآن. فالتنظيم ما زال يجد الجرأة على الاستمرار في عملياته الإرهابية، فلا شك أن السبب في ذلك ضعف الجبهة الداخلية، عندما توجهت الحكومة إلى عملية السلام وإنهاء الإرهاب وقف الكثير من المثقفين والأكاديميين والفنانين ضد التوجه الحكومي وكان لسان حالهم يدعو التنظيم إلى التمسك بالسلاح.

حزب العدالة والتنمية سيقضي على تنظيم بي كي كي عبر جيش وطني موحد، ولكن قد نرى في الأيام المقبلة حلفًا  بين قادة التنظيم وحزب الشعب الجمهوري ضد حكومة العدالة والتنمية. فما المانع من ذلك؟ فالتنظيم يحظى بتأييد أكثر من ألف أكاديمي محسوبيين على أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.

قضية الإرهاب في تركيا لا تقتصر على مكافحة الإرهاب فحسب، بل تحتاج إلى أكاديميين وطنيين وإعلام وطني، و سياسيين وطنيين، فعندما نجد أكاديميين وسياسيين وإعلاميين يعملون كحصان طروادة في الداخل التركي فإنه يمكن القول إن من الصعب القضاء على الإرهاب وعلى التنظيم الموازي داخل الدولة.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس