عبد القادر سلفي – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

قبل زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوي بايدن لتركيا حصل لقاء بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس التركي أردوغان. وبدأ الرئيس الأمريكي لقاءه بترحيبه لكلمات تشينار القيادي في حزب العمال الكردستاني حينما أدان الهجوم الإرهابي على مسجد السلطان أحمد، وقال الرئيس أوباما: "إن تعاوننا مع حزب العمال الكردستاني لمحاربة داعش سيستمر"، ثم أردف قائلا "إن الهجوم الإرهابي على إسطنبول الجميلة يُعَد هجوما علينا".

تطرق الرئيسان لموضوع استهداف روسيا للتركمان والمعارضة المسلحة بدل استهداف داعش كما تدعي، وعلق الرئيس أوباما على ذلك وقال: "لقد بعثت جو بايدن الذي سيبحث في الموضوع بشكل شامل وأكثر تفصيلا". ثم تطرق الرئيس أردوغان لموضوع حزب الاتحاد الديمقراطي وقال إنه لا يختلف عن حزب العمال الكردستاني، لكن الرأي الأمريكي كان وما زال يختلف معنا في هذا التوصيف.

وفي نهاية اللقاء قال الرئيس الأمريكي إنه سيُعاد بحث هذه المواضيع وغيرها وبشكل مفصل في قمة الأمن النووي الرابع بتاريخ 31 آذار/ مارس -1 نيسان/ أبريل. كما سيلتقيان مجددا في افتتاح المركز الإسلامي إذا كان جدول الرئيس الأمريكي أوباما يسمح بذلك كما صرح الرئيس أردوغان، وسيكون اللقاء في ولاية ميريلاند التي ستضم مركزا إسلاميا جديدة يستوعب ما يقارب 700 مصلي مبني على طراز بناء معمار سنان.

يحمل لقاء الرئيس أردوغان ونظيرة الأمريكي أوباما أهمية كبيرة كما أفاد بذلك نائب الرئيس الأمريكي بايدن حينما قال إن الخلاف في الرؤى بين البلدين لا يمكن أن يمنع التعاون المهم بينهما، ولهذا كانت هذه العلاقات في المستوى الرئاسي. فقد تم بحث المواضيع التي تباحث فيها الرئيسين في لقاءات نائب الرئيس الأمريكي، وحصل ذلك أيضا في لقاء رئيس الأركان الأمريكي في أنقرة.

في لقاءات رئيس الأركان كان الجانب العسكري طاغيا، وتم توجيه رسائل مختلفة منها مثلا ما قيل لدونفورد وبكل وضوح بشأن الخطوط الحمر لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي أنشأ قوات سوريا الديمقراطية، وأن ذلك ما زال يشكل خطرًا حقيقيًا على الحدود السورية.

اختلفت الأسماء والمسميات وبقيت حقيقة الأزمة السورية المعقدة على ما هي عليه، فقد اختلط الحابل بالنابل، ومنها العلاقات الروسية الامريكية، والروسية مع حزب الاتحاد الديمقراطي، والروسية الداعشية، وهذا ما يدل على أن الأزمة السورية لم تعد تقتصر على سوريا؛ بل أصبحت أزمة عالمية وتركية داخلية.

كان الملف الأمريكي الكردي من أكبر الملفات التي أتى بها نائب الرئيس جو بايدن، وكان ملف داعش هو الثاني، وكانت العلاقات الروسية الداعشية مع نظام الأسد تُناقش تحت بند الامن التركي الداخلي.

تم التحقق من وقوف تنظيم داعش وراء تفجير إسطنبول، لكن التطورات الأخيرة في التحقيقات خلف الشبكة الإرهابية دفعت الاستخبارات الألمانية ورئيس حماية القانون هناس جورجي لأن يصرحوا بأن تهمة تفجير إسطنبول لم تثبت على داعش بعد.

لقد ثبتت نسبة انتحاري إسطنبول لتنظيم داعش، وبسبب العلاقات المشبوهة بين تنظيم داعش ونظام الأسد وورسيا فان الامر لم يقتصر على داعش، بل فاحت رائحة الشبهة على غيره، فقد ثبت تورط مخابرات الأسد والأيدي الخبيثة لروسيا التي لم تفوت فرصة للوم تركيا بعد إسقاط طائرتها على الحدود.

زادت أهمية محاربة تنظيم داعش بعد التعقيدات الأخيرة في محاربته إثر تحطم الطائرة الروسية على الحدود وما تبعها من تطورات أدت إلى توقف الطلعات التركية التي كانت تضرب داعش على الحدود وبالذات في جرابلس، وفي الوقت نفسه لم تقم أمريكا بدورها المنوط بها بعدما قامت تركيا بفتح مطار إنجيرليك لدحر داعش عن المنطقة الآمنة التي تخطط لها، وبعد هذا كله أصبح إخراج التنظيم من الحدود التركية واجبا وطنيا داخليا لتركيا بعدما انزلقت أرجل الدواعش ووصلت إلى إسطنبول لتضرب مسجدها الأزرق.

ضرب تنظيم داعش وبالتعاون مع روسيا معسكر بعشيقة وكيلي يصواريخ كاتيوشا تم أخذها من معسكرات نظام الأسد أو من روسيا بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان من تلك الصواريخ ما هو جديد الطراز خاص بروسيا، والسؤال هنا: إلا تنتهي تلك الصواريخ؟ بالطبع لا، لأن روسيا ما زالت تدعم التنظيم الإرهابي داعش.

كانت زيارة نائب الرئيس الأمريكي مثمرة جدا، لكن لقاء الرئيسين عبر الهاتف أو اللقاء الذي سيحصل بعد أسابيع يحمل أهمية ودلالات خاصة.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس